والأركان الأربعة إما الموت والحياة والرزق والعلم التي وكل بها أملاك أربعة كما ذكره أو نفس أربعة أملاك، وعند التحقيق يرجع إلى أمر واحد بالحقيقة، وإثنا عشر ركنا باعتبار المقامات التي كانت لهذه الأملاك في العوالم الثلاثة، فإن الحقيقة العزرائيلية مثلا لها مقام وشأن في عالم الطبع ولها مظاهر فيه ومقام وشأن في عالم المثال لها ومظاهر فيه، وكذا في عالم النفوس الكلية والمقامات الثلاثة مسخرة تحت المقام الرابع، فالإنتقالات والإرتحالات من صورة إلى صورة في عالم الطبيعة يكون بتوسط مظاهر هذا الملك المقرب الإلهي، فإن مباشرة هذه الأمور الخسيسة الدنية لا يكون بل لا يمكن بيد عزرائيل بلا توسط جيوشه وفي الحقيقة كانت هذه الأمور بيده، لاتحاد الظاهر والمظهر والإنتقال من عالم الطبع ونشأة المادة ونزع الأرواح عن الأجساد، وكذا الإنتقال من عالم البرزخ والمثال إلى عالم النفوس ومنه إلى عالم العقل، ويكون هذا النزع نهاية النزوع التي كانت بتوسط عزرائيل بلا واسطة في بعض العوالم كعالم النفوس ومع الواسطة في العوالم النازلة، ولو كان للموجود العقلي نزع فيكون بمعنى آخر غير الثلاثة وليس بعض مراتبه بتوسط عزرائيل عليه السلام بل بتوسط بعض الأسماء القاهر والمالك رب الحقيقه العزرائيلية ويكون نزع عزرائيل أيضا بتوسطهما، وكذلك حقيقة إسرافيل وجبرائيل وميكائيل عليهم السلام، فإن لكل منهم بروزات ومقامات بحسب العوالم وكان في كل عالم ظهور سلطنتهم غير العالم الآخر وجودا وحدا شدتا وضعفا. أما سمعت أن جبرائيل كان يظهر في هذا العالم بصورة دحية الكلبي وظهر مرتين بقالبه المثالي لرسول الله ورآه قد ملأ الشرق والغرب وعرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة المعراج إلى العالم العقلي ومقامه الأصلي. حتى عرج الرسول الهاشمي عن مقام جبرائيل إلى مقامات أخرى إلى ماشاء الله، وقال معذرة عن عدم المصاحبة: لو دنوت أنملة لاحترقت.
وبالجملة كل فعل من الأفعال في كل عالم من العوالم كان من فعل الله بتوسط الملائكة بلا واسطة أو مع أعوانهم وجنودهم.
قال صدر الحكماء المتألهين وشيخ العرفاء السالكين رضي الله تعالى عنه في الأسفار الأربعة بهذه العبارة: "ولاشك لمن له قدم راسخ في العلم الإلهي والحكمة التي هي فوق العلوم ***121]
पृष्ठ 118