शरह दीवान मुतनब्बी
شرح ديوان المتنبي
अन्वेषक
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
प्रकाशक
دار المعرفة
प्रकाशक स्थान
بيروت
- الْإِعْرَاب قَوْله ضَرْبَة اسْم لَيْت وَالْمَجْرُور خَبَرهَا وحرفا الْجَرّ متعلقان بالفعلين الْغَرِيب أتاح الله لَهُ أى قدر الْمَعْنى يَقُول يَا لَيْت بى يتَمَنَّى أَن تكون الضَّرْبَة الَّتِى فى وَجه الممدوح الَّتِى قدرت لَهُ قدرت لى ففديته بنفسى وَوَقعت بى دونه قَالَ الواحدى وَيجوز أَن يكون الممدوح أتاح وَجهه للضربة حَيْثُ أقبل للحروب وَثَبت حَتَّى جرح فتمنى أَبُو الطّيب رتبته فى الشجَاعَة وأضاف مُحَمَّدًا إِلَى الضَّرْبَة إِشَارَة إِلَى أَنَّهَا كسته الْحَمد فَأَكْثَرت حَتَّى صَار هُوَ مُحَمَّدًا بهَا انْتهى كَلَامه كَانَ مُحَمَّد بن عبيد الله هَذَا الممدوح قد وَاقع قوما من الْعَرَب بِظَاهِر الْكُوفَة وَهُوَ شَاب دون الْعشْرين سنة فَقتل مِنْهُم جمَاعَة وجرح فى وَجهه فكسته الضَّرْبَة حسنا فتمنى أَبُو الطّيب مثل ضَربته فَهَذَا سمعته من جمَاعَة من مشيخة بلدنا
٢٥ - الْغَرِيب المهند المشحوذ وَسيف مهند مشحود والتهنيد شحذ الْحَدِيد الْمَعْنى أثر فِيهَا هُوَ اسْتِعَارَة ومجاز لِأَن الضَّرْبَة عرض لَا يَصح فِيهِ التَّأْثِير وَالْمعْنَى يُرِيد أَن الضَّرْبَة قصد الضَّارِب بهَا إزهاق روحه وإهلاكه فَرده عَن قَصده فَهَذَا تَأْثِير فِيهَا وَمَا أثر فى وَجهه مهندها أى حِدة السَّيْف الذى ضربهَا أى مَا شان وَجهه وَلَا أثر فِيهِ أثرا قبيحا لِأَن الضَّرْبَة كسته حسنا إِلَى حسنه وجمالا إِلَى جماله وَأَيْضًا فَإِن الضَّرْبَة على الْوَجْه شعار الشجاع والمقدام وَالْعرب تفتخر بِالضَّرْبِ فى الْوَجْه كَمَا قَالَ الْحصين ابْن الْحمام
(فَلَسْنا عَلى الأَعْقابِ تَدْمَى كَلُومُنا ... وَلَكِنْ عَلى أقْدَامِنا تَقْطُرُ الدَّما)
وكقول جَابر بن رالان
(وَلَكِنَّما يَخْزَى امْرُؤٌ يَكْلِمُ اسْتَهُ ... قَنا قَوْمِهِ إِذا الرّماحُ هَوَيْنا)
٢٦ - الْغَرِيب الْغِبْطَة أَن يتَمَنَّى مثل حَال المغبوط من غير أَن يُرِيد زَوَالهَا عَنهُ وَلَيْسَ بحسد تَقول مِنْهُ غبطته بِمَا نَالَ أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط وَهُوَ كَمَا تَقول منعته فَامْتنعَ وحبسته فاحتبس قَالَ حُرَيْث بن جبلة العذرى
(وبينما المَرْءُ فى الأحياءِ مُغْتَبطٌ ... إِذا هُوَ الرَّمْسُ تعْفُوه الأعاصيرُ)
(يَبكى عليهِ غَرِيبٌ لَيْسَ يعْرِفُهُ ... وذُوا قرابَتِه فى الحَىّ مَسْرُور)
مغتبط بِكَسْر الْبَاء أى مغبوط وَالِاسْم الْغِبْطَة وَهُوَ حسن الْحَال الْمَعْنى قَالَ الواحدى اغتبطت الضَّرْبَة لما رَأَتْ تزينها بالممدوح حِين حصلت على وَجهه وحسدتها الْجراح لِأَنَّهَا لم تصادف شرف محلهَا والاغتباط يكون لَازِما ومتعديا وَمعنى بِمثلِهِ بِهِ والمثل صلَة تَقول مثلى لَا يفعل هَذَا أى أَنا لَا أَفعلهُ قَالَ الشَّاعِر
(يَا عاذلى دَعْنىَ مِن عَذْلِكا ... مثْلىَ لَا يقْبَلُ مِنْ مِثْلِكا)
مَعْنَاهُ أَنا لَا أقبل مِنْك وَمن هَذَا قَوْله تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شئ﴾ انْتهى كَلَامه
٢٧ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى قلبه للزارع وَيكون الْمَعْنى سيحصد مَا فعل فى قلبه بالمكر يُرِيد أَنه يجازيه بِمَا فعل ضَرْبَة فى قلبه يقْتله بهَا والضربة فى الْقلب لَا تخطئ المقتل هَذَا ذكره الواحدى وفى قلبه على هَذَا القَوْل من صلَة الحصد وَيجوز أَن يكون من صلَة الْمَكْر وَيكون الْمَعْنى أَن الزَّارِع بالمكر الذى أضمره فى قلب نَفسه الْمَعْنى يَقُول إِن هَذِه الضَّرْبَة مرك بهَا عدوه وَلَو واجهه لما قدر عَلَيْهِ وَقد علم النَّاس يَقِينا أَن الذى مكره بِهَذِهِ الضَّرْبَة زارع سيحصد زرع مَا زرع أى يجازيه بِهِ هَذَا الممدوح
٢٨ - الْإِعْرَاب وأنفسهم الْوَاو وَاو الْحَال يُرِيد أصبح حساده وَحَال أنفسهم أَن خَوفه يهبطهم ويصعدهم الْمَعْنى يُرِيد أقلقهم خَوفه حَتَّى أقامهم وأقعدهم وأحدرهم وأصعدهم فَلَا يستقرون خوفًا قَالَ الواحدى وَهَذَا كَمَا قَالَ
(أبْدَى العُداةُ بك السُّرورَ كأنهمْ ... فَرِحوا وعندَهم المُقِيم المُقْعِدُ)
٢٩ - الْغَرِيب الغمود جمع غمد وَهُوَ مَا يغمد فِيهِ السَّيْف الْمَعْنى يَقُول إِذا أنذرها بتجريدها تبكى عَلَيْهَا لِأَنَّهَا لَا ترجع إِلَيْهَا لمقامها فى الرّقاب فَلَا تنفك لذَلِك وَقد ذكره بعد
1 / 307