230

المفعول فمعناه ان الحق مؤثر ولا سيما عند أهله أو غاية كل مختار يا فتاح فتح أبواب الخيرات على الممكنات يا نفاح ان لله في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها يا مرتاح سبحانك الخ الارتياح الابتهاج ان جعل اسم المفعول فهو مبتهج به لأهله بل لغيرهم وان لم يستشعروا وان جعل اسم الفاعل فهو مبتهج بذاته وبآثار ذاته بما هي اثار ذاته يا من خلقني و سواني يا من رزقني ورباني يا من أطعمني وسقاني يا من قربني وأدناني يا من عصمني وكفاني يا من حفظني وكلاني يا من أعزني واعناني يا من وفقني وهداني يا من آنسني وأواني يا من أماتني وأحياني سبحانك الخ في هذه الأسماء الشريفة يذكر الذاكر الداعي كثرة الاحسان واللطف والرأفة التي وقعت من المحسن المجمل عمت الطافه بالنسبة إليه ويتذكرها ويعرضها على نفسه ويعدها على رؤوس الاشهاد ترغيبا للقلب على محبته واغراء له على شد الوسط للقيام على الاتصال بخدمته والجد في طاعته فيحصيها بأنه الذي خلقني وعدلني ورزقني عد منها انه رباني كما في دعاء أبى حمزة إلهي ربيتني في نعمك واحسانك صغيرا و نوهت باسمي كبيرا يعنى عند طلوع شمس الحقيقة يظهر انه لم يكن في الحقيقة مرب سواه وان أثبتنا تربية على سبيل الاعداد للغير كالافلاك والأمهات ففي النظر الظاهري وفى الحقيقة لم يكن تربيتها الا بحوله وقوته وهذا معنى كلام المولوي در طفوليت كه بودم شيرجو * كاهوارم را كه جنبانيد أو از كه خوردم شير غير از شير أو * كه مرا پرورد جز تدبير أو فإنه كما قال (ع) قلعت باب خيبر بقوة ربانية وكما يكون بعض ما يرد على القلب من الخواطر ربانيا ويعرف بالثقوب والتسلط وعدم الاندفاع كذلك يكون ما يرد على قلب الام من المحبة التي سلبت فؤادها وتحملت معها التعب والنصب وسهر الليل ودؤب النهار من الله الرؤف العطوف الذي هو ارحم من الأب الرحيم والام الشفيقة ولذاته التسلط والقوة بحيث لا يمكن دفعه وهكذا في الحيوانات قل كل من عند الله والخير كله بيديه والإضافة في البيت الثاني لأدنى ملابسة كما في كوكب الخرقاء وعد أيضا منها انه قربني وأدناني وانه آنسني وآواني والظاهر أنه ليس المراد بهذا التقريب القربات التي أشرنا إليها سابقا بل قريب من الانس المذكور وبالجملة هذا أيضا منة عظيمة ونعمة جسيمة ولو لم يؤنسنا ولم يرخصنا في اجراء اسمه الجليل على لساننا الكليل فأين الدرة من الذرة والبيضاء من الحرباء وأين

पृष्ठ 230