والإرادة لا تتعلَّق بمتجدِّد، وهو -تعالى- لا أوَّل له) (١).
٤ - إخراجُ الأعمال الصَّالحة عن مسمَّى الإيمان، وجعلِها آثارًا وثمراتٍ للإيمان، قال في تفسير حديث أبي سعيدٍ: (وذلك أضعف الإيمان) أي: أقلُّ خصاله الإسلام، وأقلُّ آثار الإيمان وثمراته؛ لما مرَّ في حديث جبريل: أنَّ الإيمان هو التصديق) (٢).
٥ - بعض نقوله الموافقة لمذهب الأشاعرة؛ فقد نقل عن الكرمانيِّ: أنَّ الباء في قوله تعالى: ﴿بما كنتم تعملون﴾ ليستْ سببيَّةً) وهذا مبنيٌّ على مذهب الأشاعرة القائل بعدم تأثّر المسبّبات في الأسباب (٣) وكنقله عن الغزاليِّ أنَّ: (محبَّة الله للعبد مجازيَّة ترجع إلى كشف الحجاب حتى يراه بقلبه) (٤).
ثانيًا: بيان أنّه ﵀ على مذهب أهل الطرق الصّوفية، ويدلّ عليه ما يلي:
١ - الحافظ المناويُّ ﵀ اغترَّ بالطرق الصوفيَّة، فتتلمذ على أصحابها، وأخذ طرقهم وألَّف فيها مؤلفات، ونتيجةً لذلك اشتغل شارحًا بعض كتب ابن سينا وابن عربيٍّ.
وقد قال ابنه في ترجمته: (وأخذ التصوَّف عن جمعٍ، ولقَّنه الذكر قطب زمانه: الشيخ عبدالوهاب الشعراوي، ثم أخذ طريق الخلوتيَّةِ عن الشيخ محمد المناخلي أخي الشيخ عبدالله وأخلاه مرارًا، ثم عن الشيخِ محرَّم الروميِّ حين قدم مصر بقصد الحج، وطريق البيرميَّة عن الشيخ حسين الرومي المنتشوي، وطريق الشَّاذليَّة عن الشيخ منصور الغيطيِّ، وطريق النقشبنديَّة عن السَّيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندي) (٥).
_________
(١) انظر: ص (١٤٣) من هذا الكتاب.
(٢) انظر: ص (١٨٤) من هذا الكتاب.
(٣) انظر: ص (٨٩) من هذا الكتاب.
(٤) انظر: ص (١٤٢) من هذا الكتاب.
(٥) إعلام الحاضر والبادي (ل ٧)، وخلاصة الأثر (٢/ ٤١٣).
1 / 39