269

शरह अन्फास रूहानिय्या

शैलियों

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية وأنا أكره إساءته ولابد له منه (11" وأمثال ذلك كثير يشهد بكراهة الله تعالى وليس كل كراهة لكل فعل غيرة ما لم تكن كراهة استحقاق به، أو بمحبوبه وكذا كراهة أن يحب محبوبه غيره، أو يحب غيره محبوبه، فذلك الكراهة المخصوصة هى الغيرة وليس تلك الكراهة من الصفات اللازمة للغيور يجوز أن يكون، وأن لا يكون، ولكن إذا كان سمى غيرة، وأما ما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "السعد غيور، وأنا أغير من السعد، والله آغير منى ومن سعد ومن غيرته حرم الفواحش" يعني لما علم الله تعالى أن الفاحشة وهى الزنا من أبلغ أسباب محبة العباد بعضهم بعضا لها حرم الله عليهم تلك الفاحشة، وأوجب الحد والزجر عليها كيلا يؤدى إلى غلبة حبهم بعضهم بعضا لأنه تعالى إنما خلقهم ليكونوا حبيه، ومحبوبيه خاصة لا شركة فيها فافهم قوله: "وابن عطاء صاحب اللغة"، إنما قال ذلك لأنه كان ابن عطاء فصيحا بليغا في اللغة مرجوغا إليه فيها، وكان يسمى لسان الوقت من فصاحته.

قوله: "والنوري صاحب الوفاء" والوفاء في الشرع هو استكمال جميع وظائف الشرع وفي الطريقة هو استكمال كل وظائف الطريقة، والشريعة، وفي الحقيقة استكمال وظائف الشريعة، والطريقة، والحقيقة جميعا لأن الكل عهود الله تعالى معه.

فإن قال قائل: هلا شرطتم الاستطاعة في الوفاء.

قلنا: الاستطاعة مشروطة في العهود كلها لا عهد بما لا طوق فكيف الوفاء، وابراهيم الذي وفي ابتلاه الله تعالى من التكليف الشاق عليه كذبح الولد، (1) رواه الحكيم في النوادر (273/2)، وذكره المناوى في فيض القدير (1/5 50).

पृष्ठ 269