210

शरह अन्फास रूहानिय्या

शैलियों

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قال الجنيد -رحمة الله عليه: "إن الله تعالى أراد من العباد علمين معرفة العبودية ومعرفة الربوبية وما سواهما فحظ أنفسهم" يعتي آراد منهم معرفة علم العبودية والعبادة جميعا لأن العبودية وهى التذلل، والتواضع، والاتضباع لله تعالى انما يظهر في طاعته وانقياده في الأوامر والتواهي، ومعرفة الربوبية: يعني به معرفة الله تعالى ذاته وصفاته.

قوله: لوما سواهما فحظ أنفسهم" يعني لا يبالي الله تعالى بما وراء ذلك من علوم العباد كان أو لم يكن، فانما ذاك مرادات أنفسهم.

قال ابن عطاء: "امن علم أوقاته قاز، ومن جهل أوقاته حار، ومن علم أيامه هلك، ومن جهل ترك" اعلم أن الأوقات جمع الوقت، والوقت هو الزمان الذي من الزمانين أعنى من الماضي والمستقيل وهو الذي يسمونه حالا، وفي اصطلاح هؤلاء المشايخ الوقت ما العبد فيه من أوصافه وأعماله الدينية والدنيوية جيع علمها وعملها وأصولها وفروعها فرضها ومندوبها، ليس بينهما مخالفة أصلا.

نعم هتا شيئان من العلم والعمل أحدهما: علم صفات القلب فأهل الحقيقة لهم به اعتناء واهتمام جدا، وسلوك طريقتهم موقوف على معرفته وتبديل صفاته الذميمة، وأكثر أهل الشريعة مهملون ومتهاوتون فيه مع كونه فرض عين في الشريعة والحقيقة بلا خلافي.

وأما القسم الثاني من قسمي علم الشريعة وهو الرخص، فأهل الحقيقة من حيث العلم والاعتقاد لا يشكون بأن ذلك حق والعمل به جائز، لطفا من الله تعالى بعباده، ورحمة بهم في التخفيف، ورفع الخرج عنهم.

وأما من حيث عملهم فلهم في العمل طريق في شواهق الحق على شوامخ جبال عزائم الشريعة الغراء، يسلكون فيها إلى الله تعالى بتوفيقه وعنايته، وجميل لطفه وصيانته وعرة العقاب صعبة الذهاب، منهم من يقيم فيها سبعين سنة، ومنهم من يقطعها بتوفيق الله فى سنة، وبعضهم في شهر وبعضهم في بهعة، وبعضهم في يوم، وبعضهم في ساعة، على حسب معونة الله الكريم وتقدير حكمة العزيز العليم وانظر: السيوف الحداد (ص60) بتحقيقنا.

पृष्ठ 210