============================================================
شرح الأنفاس الروحانية وفي لفظة أخرى: لاحجابه النور لو كشفها لأحرقت مسبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خل410، وقال أيضا: "ما غبد الله بمثل ما غيد بالأنفاس، وما غصي الله بمثل ما عصي بالأنفاس" يعني كل نفس كان عن غليان المحبة.
والرغبة إلى الله تعالى فهي عبادة عظيمة، ومن كان رغبته عن طريق الله وفرارا عنه لما في طريقه من الكلف والمشاق فهو من أعظم الكفر، ويحتمل أن يريد بالأنفاس هاهنا ذكر الله تعالى وحده والثبات عليه عند المشاهدة المعاينة يعني بالأنفاس كل نفس بالباطل، كذكر الصنم، وعيادة الوثن، وطاعة اهوى.
وقال أيضا : "اليس شيء" أشر على أولياء الله تعالى لامن حفظ الأوقات عند الأنفاس" يعني بالأوقات والأحوال التي يأتي القوم ويسلبهم عنهم، ويغيبهم منهم ويلجئهم إلى التأوه والتحتن والصياح، وحفظ الأنفاس في هذه الأحوال يشق عليهم مشقة شديدة ولابد لهم من حفظها كيلا يتنفس، فانه لو تنقس لزال ما وجد من الحال وفات ما أصاب من الوقت، وريما يتفوه في تنفسه بشيء لا ينبغي أن يتفوه به وسيأت زيادة شرح الأوقات في باب العلم إن شاء الله وقال ابن عطاء: "ليس شيء أشد على أولياء الله تعالى من حقظ الأنفاس عند الأوقات" يعني بالوقت والتفس أيضا عناه الجنيد(2) -رحمة الله عليهما- ومع (1) رواه مسلم (161/1).
(2) ومما نقل عن الإمام الجنيد قوله قدس الله سره: الوقت عزيز، إذا فات لا يدرك.
وقال أبو العباس بن مسروق مررت مع الجنيد رحمه الله في بعض دروب بغداد وإذا مغن يفنى: منازل كنست تهواها وتألفها آيام أنت على الأيام منصور
पृष्ठ 115