Sharh al-Tajrid al-Sarih li-Ahadith al-Jami' al-Sahih - Abdul Karim al-Khudair
شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير
शैलियों
الحديث كما في الصحيح يقول ﵊: «نحن أحق بالشك من إبراهيم .... ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي» هذا من الأحاديث التي في ظاهرها الإشكال، لكنها ليست بمشكلة عند أهل العلم، فالنبي ﵊ حينما قال: «نحن أحق بالشك من إبراهيم» قاله على جهة التواضع، والهضم من حقه، والرفع من شأن إبراهيم-﵇؛ لئلا يتطاول بعض السفهاء فيقول: إن إبراهيم شك، فأراد النبي ﵊ أن يرفع هذا الاحتمال من قلوب الناس، «ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد» حينما قال: ﴿أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ [(٨٠) سورة هود] ومراده بذلك من بني جنسه وقومه وعشيرته، وقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد، وهو الله ﷾. «ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف» لبث بضع سنين يوسف، وما في شك أن النفس مجبولة على حب الحرية والخروج من السجن، وقاله النبي ﵊ لرفع شأن يوسف ووصفه بالأناة لتبرأ ساحته وتظهر براءته للناس كلهم، لما جاءه الداعي قال: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ﴾ [(٥٠) سورة يوسف] غير يوسف لو جاءه الداعي خرج مباشرةً، أقول: غير يوسف ﵇ لو جاءه الداعي الذي يطلبه إلى الملك أو العزيز خرج مباشرة، لكن يريد أن تبرأ ساحته من كل وجه، ويعرف ذلك الخاص والعام، أراد أن يقول له: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ [(٥٠) سورة يوسف] لتظهر براءته للناس كلهم.
طالب: هل مثل هذا قوله ﷺ: «لا تفضلوني على يونس بن متى»؟
3 / 20