183

Sharh al-Tadmuriyyah - Nasser al-Aql

شرح التدمرية - ناصر العقل

शैलियों

اصطلاح المعتزلة والجهمية في مسمى التشبيه
قال رحمه الله تعالى: [فهؤلاء إذا أطلقوا على الصفاتية اسم (التشبيه) و(التمثيل) كان هذا بحسب اعتقادهم الذي ينازعهم فيه أولئك].
لأنه يقصد بهذا أن إطلاق (التشبيه) و(التمثيل) ليس على جماعة واحدة من الصفاتية، بل حتى بعض الصفاتية يطلق على بعضهم: (التجسيم) و(المشبهة)، فمثلًا: المعطلة الخالصة الذين لا يثبتون لله ﷿ الصفات يسمون المثبتة (مجسمة)، ثم المثبتة أنواع، فالذين يثبتون بعض الصفات دون بعض يطلقون على من أثبت جميع الصفات مجسمة وهكذا.
فإذًا: هذه المسألة نسبية، بمعنى: أن كلمة (التشبيه) و(التمثيل) ليس إطلاقهما دائمًا ذمًا، وليس كل من نفى التشبيه والتمثيل أيضًا يمدح دائمًا، لذا فنحتاج إلى أن نضع القاعدة السابقة.
وهي إذا كان التشبيه والتمثيل لا يخرج عن قاعدة إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله ﷺ من غير تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وما نفاه عنه رسوله ﷺ من غير تعطيل، فذلك يستقيم، وإذا اختل شيء من هذه القاعدة فقد يطلق التشبيه، وقد يطلق التمثيل، وقد يطلق العكس.
قال رحمه الله تعالى: [ثم تقول لهم أولئك: هب أن هذا المعنى قد يسمى في اصطلاح بعض الناس: تشبيهًا، فهذا المعنى لم ينفعه عقل ولا سمع، وإنما الواجب نفي ما نفته الأدلة الشرعية والعقلية.
والقرآن قد نفى مسمى (المثل) و(الكفء) و(الند) ونحو ذلك، ولكن يقولون: الصفة في لغة العرب ليست مثل الموصوف ولا كفأه ولا نده فلا تدخل في النص، وأما العقل فلم ينف مسمى (التشبيه) في اصطلاح المعتزلة].

17 / 3