70

شرح المواقف

شرح المواقف

शैलियों

============================================================

المرصد الثاني - في تعريف مطلق العلم المطلوب (والجواب) عنه رأن الضروري حصول علم) جزئي (متعلق بوجوده) فإن هذا العلم حاصل لكل أحد بلا نظر (وهو) أي حصول ذلك العلم الجزئي (غير تصوره، وغير مستلزم له) إذ كثيرا ما تحصل لنا علوم جزئية بمعلومات مخصوصة، ولا نتصور شيئا من تلك العلوم مع كونها حاصلة لنا، بل نحتاج في تصورها إلى توجه مستأنف إليها، فلا يكون حصولها عين تصورها، ولا مستلزما له، وإذا لم يكن ذلك العلم الجزئي المتعلق بوجوده متصورا (فلا يلزم تصور العلم المطلق) أصلا (فضلا عن أن يكون) تصوره (ضروريا)، ويجوز أن يجاب عنه أيضا بأنه إنما يتم إذا كان العلم ذاتيا لما تحته، وكان شيء من أفراده متصورا بالكنه بديهة، وكلاهما ممنوعان (لا يقال:) نحن لا نقتصر على ما ذكر بل نقول: إن كل واحد يعلم بالضرورة أنه موجود، (ويعلم) أيضا كذلك (أنه يعلم) بذلك (والعلم أحد تصوري هذا التصديق)، وهر بديهي أيضا، فيكون تصوره السابق على التصديق البديهي أولى أن يكون بديهيا قوله: (فلا يكون حصولها عين تصورها) وما قيل: من أن العلم بالعلم بعد الالتفات إليه ضروري على ما نص المصنف عليه في الأعراض، فيكون العلم بهذا العلم ضروريا، والعلم المطلق زه منه، فيتم التقريب فليس بشيء لأن معنى ذلك أن العلم بحصول العلم بعد الالتفات ضروري لا أن تصوره ضروري حتى يلزم ضرورية المطلق.

قوله: (والعلم أحد تصوري هذا التصديق) إنما قال: احد التصورين من غير تعيين لأنه يجوز آن يجعل موضوعا بان يقال: العلم بهذا العلم ضروري، وأن يجعل محمولا بأن يقال: كل أحد عالم بهذا العلم بالضرورة، وبهذا ظهر أنه لا يجوز أن يقال: أحد التصورات الثلاثة، فمن قال: إنما لم يقل أحد التصورات اتباعا للمتقدمين، وإن اعتبار تصور النسبة في التصديق من تدقيقات المتاخرين، فقد ركب شططا.

قوله: (والجواب عنه أن الضرورى حصول علم إلخ) فإن قلت : سيجيء في بحث العلم من الإلهيات ان العلم بالعلم لا يتوقف إلا على الالتفات، ولهذا ظن أن العلم بالشيء عين العلم بالعلم، وحينثذ يندفع هذا الجواب، ويحتاج إلى جواب الشارح قلت: المذ كور فيما سياتي أن من علم شيئا أمكته أن يعلم أته عالم به، لا أن العلم لا يتوقف إلا على الالتفات على أن شبهة الخصم في ثبوت علم الله تعالى، فلا علينا أن لا نسلمه، والحق أن المذكور في الإلهيات، وإن كان ما ذكر إلا ان الظاهر أن من علم شيئا، والتفت إليه علم بمجرد التفاته أنه يعلمه وإليه أشار في مباحث العلم من موقف الأعراض فجواب الشارح أظهر قوله: (والعلم أحد تصوري هذا التصديق) إنما لم يقل أحد تصوراته اتباعا للمتقد مين فإن اعتبار تصور النسبة في التصديق من تدقيقات المتأخرين:

पृष्ठ 70