شرح الجامع الصحيح
شرح الجامع الصحيح
शैलियों
قوله: «وأعرضت عليه السفرة» (بضم السين)، وعاء من جلد يوعى فيه الطعام، وأصل السفرة: الطعام الذي يصنع للمسافر، ثم أطلق على الوعاء مجازا.
قوله: «يابن أخي» كلمة تستعملها العرب في التخاطب للتلطف.
قوله: «أنتم تذبحون»: بحذف همزة الاستفهام كذا وقع في بعض النسخ، وذكر بعضهم فيه روايتين أخريين إحداهما إنما تذبحون بلفظ الحصر، أي ليست لكم ذبيحة محللة حيث كانت <1/110>ذبائحكم كلها للأصنام، والثانية مما على الاستفهام والاسخبار استفهم عنها كأنه توهم أن ثم ذبائح أخر تذبح لله عز وجل، قيل: وهذه تكتب: مم (باسقاط الالف) لتحقيق الاستفهام فرقا بينه وبين الخبر، واعترضه المحشي بأن الصواب إثبات الألف لتكون ما موصولة والاستفهام مستفاد من الهمزة.
قوله: «فقلت نعم» يحتمل أنه أجاب بذلك ليعرف ما عنده في الذبح على الأصنام وهذا الاحتمال ظاهر على نسخة الأصل، وهي قوله: "أنتم تذبحون" لأن السؤال عن فعل الجملة خفي على سائر النسخ فإنه يجب أن يكون الجواب مطابقا للسؤال فيلزم أن يكون ما في السفرة من جملة المذبوح على الأصنام وحينئذ فيحتاج الكلام إلى توجيه ليطابق ما تقدم من الرواية عن علي، ويمكن أن يقال أن ذابحها غيره وأن أكلها من الأحكام السمعية، وأن حجة السماع لم تبلغه صلى الله عليه وسلم يومئذ فهي في حقه عفو للبراءة الأصلية، ولهذا تجنبها حين سمع من زيد ما سمع، فإن قيل: ما بال زيد بن عمرو تجنبها وعاب من يطعمها ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزودها، فالجواب: لم تكن يومئذ رسالة ولا نبوة وإنما هو محض توفيق وتسديد، وأن زيدا من جملة الموفقين فاهتدى لطول جهاده في الله إلى ما لم يهتد إليه سواه، {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}[العنكبوت69].
पृष्ठ 127