शरह अदब कातिब
شرح أدب الكاتب
प्रकाशक
دار الكتاب العربي
प्रकाशक स्थान
بيروت
زيد الألثغ الذي لا يتم رفع لسانه في الكلام وفيه ثقل وفي النوادر ما أشد لثغته وما أقبح لثغته فاللثغة الفم واللثغة ثقل اللسان للكلام ألثغ بين اللثغة ولا يقال بين اللثغة. وقوله حتى إنقاد له طباعه ويروى إنقادت له طباعه السجية وهو عند الفراء والكوفيين واحد مؤنث لا جمع وربما ذكر مثل النجار إلا أن النجار مذكر عند البصريين أنه جمع طبع فيؤنثه تأنيث الجمع. ويروضها يذللها وأصله من رياضة الدابة قال امرؤ القيس:
ورضت فذلت صعبة أي إذلال
والتناظر مصدر قولك تناظر الخصمان إذا تحاجا ويقال فلان يناظر فلانا أي يحاجه وإشتقاق ذلك من النظير وهو المثل فمعنى المناظرة أن تقطع الحجة بنظيرها وقيل للمثلين نظيران لأن الناظر إذا رآهما قال هما سواء والتأنيث النظيرة والجميع النظائر في الكلام والأشياء. وكان واصل يكنى أبا حذيفة ويلقب الغزال وكان معتزليا بصريا ولم يكن غزالًا ولكنه لقب بذلك لأنه كان يلزم الغزالين ليتعرف المتعففات من النساء فيجعل لهن صدقته ومن كلام واصل بن عطاء لبشار بن برد حين هجاه بقوله:
مال أشايع غزالًا له عنق ... كنقنق الدو إن ولى وإن مثلا
وكان واصل طويل العنق وكان بشار يلقب بالمرعث فقال واصل أما لهذا الأعمى الملحد أما لهذا المشنف المكتني بأبي معاذ من يقتله فجعل الأعمى موضع الضرير والملحد موضع الكافر والمشنف مكان المقرط والكنية مكان بشار بن برد.
وقوله " وليس حكم الكتاب في هذا الباب حكم الكلام لأن الأعراب لا يقبح منه شيء في الكتاب ولا يثقل وإنما يكره فيه وحشي الغريب وتعقيد الكلام كقول بعض الكتاب في كتابه إلى العامل فوقه وأنا محتاج إلى أن تنفذ إلي جيشًا لجبا عرمرمًا ".
وحشي الغريب الذي ينفر عن الطباع وكل ما نفر عن الناس ولم يستأنس بهم فهو وحشي والغريب من الكلام البعيد من العرف والأستعمال وتعقيده تصعيبه يقال عقد فلان كلامه تعقيدًا إذا أعماه وأعوصه ويقال لئيم أعقد ليس بسهل الجلق ورجل أعقد إذا كان في اسانه رتج وكبش أعقد ملتوي الذنب.
1 / 80