(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتَهُمْ إلا أن قالوا).
معنى قوله: تقع على مؤنث، أن (جاءت) تنصب مؤنثا هو (حاجتك) وأنث (تكن) لأجل تأنيث خبرها وهو (فتنتهم)، و(إن قالوا) بمنزلة القول، فهو في تقدير: ولم تكن فتنتهم إلا القول.
وقوله: (تَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السّيَّارة) ليس من باب كان ولكنه شاهد على أن الشيء المذكر قد يؤنث إذا كان المذكر بعضا لذلك، وبعض السيارة سيارة فأنث لهذا، كما تقول: تلتقطه السيارة.
قال: وربما قالوا في الكلام: ذهبت بعض أصابعه فأنث على (الأصابع). وهذا لا يستعمل إلا في شيء يكون المذكر فيه بعض المؤنث. وقال الأعشى:
أَئِنْ كُنْتَ في جُبٍ ثمانينَ قامَةً ... وَرُقَّيتَ أَسبابَ السّماءِ بسُلَّمِ
لَيَستدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهِرَّهُ ... وتعلَم أني لستُ عنك بِمحرمِ
(وتَشْرَقَ بالقَوْلِ الذي قد أّذّعْتَهُ ... كما شَرِقَتْ صدرُ القَناةِ من الدّمِ)
1 / 41