ثكلى.
وساق الكلام إلى أن ذكر بين مزاحم العقيلي. قال مزاحم:
ومن يَرَ جَدوى مثل ما قد رأَيتُها ... تَشُقْهُ وتَجْحدْهُ إليها التّكالِفُ
(ووجدي بها وَجْدُ المُضِلَّ بَعيرهُ ... بنخلةَ، لم تَعْطِفْ عليه العواطفُ)
كأنه قال: ووجدي بها وجد المضل، كما تقول: شربك شرب الإبل، أي مثل شرب الإبل.
وجدوى: اسم امرأة، والتكالف: جمع تكلفة وهو ما يتكلفه الإنسان ويفعله على مشقة، وتشقه: يدعوه حبها إلى أن يشتاق إليها، وتجهده التكالف: تحمله على جهد، ونخلة: موضع معروف بنواحي تهامة موضعان: يقال لأحدهما نخلة اليمانية، والآخر نخلة الشامية، والمضل: الذي أضل بعيره. قال: أضللت بعيري، إذ لم تعرف موضعه الذي ذهب إليه. يقول: لم تعطف من إبله. والعواطف: جمع عاطفة، ويراد بها في البيت الصداقة والرحم والمودة والصحبة وما أشبه هذا، فلذلك جمعه على فواعل، وفواعل من جمع المؤنث. المعنى إنه وجد بمفارقته لها، كما وجد الذي ضل بعيره في هذا الموضع.
1 / 32