الإعراب على الموضع
قال سيبويه: ومما جاء في الشعر من الإجراء على الموضع، قول عقيبة الاسدي.
ثم قال بعد إنشاده بيت عقيبة: لأن الباء دخلت على شيء لو لم تدخل عليه لم يخل بالمعنى، ولم يحتج إليها وكان نصبا.
يريد أن الباء دخولها كخروجها، وإن الباء لو لم تدخل لكان قوله: فلسنا الجبال بمعنى: فلسنا بالجبال.
ثم ذكر بيت لبيد فقال:
فإنْ أَنتَ لم تَصْدُقْكَ نَفْسُكَ فانتَسِبْ ... لعلَّكَ تهديك القُرونُ الأوائِلُ
(فإنْ لم تَجد من دونِ عدنانَ والدا ... ودُونَ مَعَدٍ فَلْتَزَعْكَ العواذِلُ)
يريد أنك أن كنت لست على يقين من الموت والفناء، فانظر إلى من تقدم من آبائك، أبقي منهم أحد؟ فإذا علمت إنه ما بقي منهم أحد، وأنهم قد ماتوا كلهم، فاعلم أنك ميت، فلا تبخل بما في يديك، واسع فيما يبقى لك بفعله ذكر جميل، وثناء حسن في الناس.
وإن لم تجد من دون عدنان والدا
1 / 18