فإنك لن تلقى أخاك مهذبًا ... وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه
أخوك الذي لا ينقض النأي عهده ... ولاعند صرف الدهر يزور حاجبه
وليس الذي يلقاك بالبشر والرضى ... وإن غبت عنه لسعتك عقاربه
وفي هذا المعنى أشعار كثيرة، وأصلها قول النابغة الذبياني، وهو شاعر جاهلي وهو:
ولست بمستبق أخًا لا تلمه ... على شعثٍ أي الرجال المهذب
وقوله: ومن ذا الذي، استفهام إنكاري، كقول النابغة: أي الرجال المهذب؟ وكقول الحريري في «مقاماته»:
سامح أخاك إذا خلط منه الإصابة بالغلط
من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط
وترضى بالبناء للمجهول، وسجاياه: نائب الفاعل، جمع سجية، وهي الغريزة والطبيعة، وكفى هنا بمعنى أجزأ وأغنى، فهو متعد لواحد كقوله:
قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل
ويجئ كفى بمعنى وقى فيتعدى إلى اثنين، كقوله تعالى: (وكفى الله المؤمنين القتال) [سورة الأحزاب /٢٥].
والمرء بالنصب: مفعول كفى، وأن تعد معايبه: في تأويل مصدر مرفوع فاعل كفى، والنبل بضم النون: الشرف والفضل، وروي بدله «فضلًا» بمعناه،
1 / 3