وأسحم: أسود وأراد به الرمح، وذابل: قد جف وفيه لين، ورمح راش، أي: خوار، وناقة راشة، أي: ضعيفة، وهو من الريش أي: ولا هو راش الكعوب، ومعلب: خبر بعد خبر، والمعلب: اسم مفعول من علبت الشيء تعليبًا إذا شددته وحزمته بعلباء البعير، والعلباء بالكسر والمد: عصب العتق. يقول: ليس فيه قصر فيضره، ولا به ضعف فيشد بالعلباء. وقوله: لدن بالجر: صفة أخرى لأسحم ذابل، ويجوز رفغه على الخبرية لمبتدأ محذوف، أي: هو لدن، واللدن: اللين الناعم، ويعسل: يشتد اهتزازه، بفتح السين في الماضي وكسرها في المستقبل، والمصدر: عسلًا وعسلانًا بفتحهما، والباء في قوله: بهز، بمعنى عند، متعلقة بيعسل، والهز: مصدر مضاف إلى الفاعل، والمفعول محذوف، أي: بهز الكف إياه، قال أبو علي: قوله يعسل متنه، أي: يعسل هو، يريد أنه لا كزازة فيه إذا هززته، ولا جسوء، وذكر المتن وأراد الجمهور، والهاء في «فيه» ضمير الهز، وقيل: ضمير «لدن» و«في» متعلقة بيعسل أيضًا، ولا مانع فإن قوله: بهز الكف، ظرف زمان، وهذا ظرف مكان. وجملة: يعسل متنه، مفسرة لقوله: لدن، قال ابن السيد فيما كتبه على «كامل» المبرد: شبه أطراف الرمح عند اهتزازه باضطراب الذئب إذا قرب الماء، أي: طلبه. قال عبد الرحمن: إذا عدا الذئب اضطرب في مشيه، وإذا لم يطلب الماء لم يعسل. انتهى. وروى السكري: «لذ» بدل لدن، واللذ بالفتح: اللذيذ، يقول: هذا الرمح إذا هز بالكف فهو لذيذ، أي: تلتذه الكف، والالتذاذ في الحقيقة لصاحب الكف، وقال السكري: يضطرب نصله كما يضطرب الثعلب في الطريق إذا عدا، والنصل: السنان، فيكون على هذا الأسلات بمعنى الأسنة، وقد شرحناه مع أبيات أخر بأكثر مما هنا في الشاهد التاسع والستين بعد المائة من شواهد الرضي.
1 / 11