शरफ
al-Sharaf al-Aʿla fi Dhikr Qubur al-Muʿalla
शैलियों
الدنيا الدنيئة فقضى نحبه في يوم الجمعة ثامن جمادي الأولى سنة تسع وتسعين وتسعمائة ومولده في شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وكان قد نشأ في كفالة خاله القاضي شهاب الدين أحمد ابن القاضي نجم الدين الطبري فتخلق بأخلاقه الرئيسة وإن كانت الرئاسة فيه عزيزة وعز جاه أهل الحرم الشريف بذاته النفيسة العزيزة وتوفي ابن أخيه القاضي محب الدين في العام الذي توفي فيه عمه ليلة الأربعاء السابع عشر من رجب وفي مثل هذه الليلة ثالث عشر رجب من سنة ست وثمانين وستمائة توفي والده شيخ الإسلام علم العلماء أبو الفضل النويري شافعي زمانه رحمه الله تعالى وولده في شعبان سنة اثنين وعشرين وسبعمائة رحمه الله تعالى فإني والله لا أذكر هذين السيدين إلا وتصغر في عيني هذه الدنيا ولا أتفكر في محاسنهما التي فقدتها في هذا الوقت إلا وأدعو الله لهما بالسقيا فسقيا لهما ورعيا وسقى الله قبرهما صيب الحياة وحيا وكيف احتمالي للسحاب صنيعه ياسقابها قبرا وفي لحده البحر ولكنه ولله الحمد ولوجهه الشكر خلف فينا أعني القاضي نور الدين أولادا نجباء سادة حجا حجة ذوي دهاء قادة قد أحيا هذا الخلف خلافة بني عمهم بني هاشم وأظهروا منار العلم الشريف في أشرف العالم من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري فهم اليوم بالإجماع أعزة هذا الحرم وحماته من آفات الضيم ومعادن الكرم أقبل وأدبر ولا تخف أحد بنوا علي أعزة الحرم ولو كنت أعلم أن فضائلهم ومناقبهم تدخل من باب الإحصاء أو تلج بها حد الاستيعاب والاستقصاء لملأت جميع البياض وأنزعت الحياض ولكن يفنى الزمان ولا يحيط بوصفهم أيحيط ما يفنى ما لا ينفد أبقاهم الله تعالى لأعلى أعالي المعالي وزين بوجودهم هذا الوجود مدى الأيام والليالي ولا غير ما بهم من نعمة ولا راعهم الدهر بملحة فإنهم إنسان عين هذا العصر وتاج الوقت وطراز الدهر
पृष्ठ 94