خامسها الهدى والضلال سادسها العلم والجهل سابعها الحركة والسكون ثامنها الخصب والجدب تاسعها اليقظة والنوم عاشرها اشتعال النار وخمودها حادي عشرها المحبة والبغض ثاني عشرها الرطوبة واليبس ثالث عشرها الرجاء والخوف ولو أردت ذكر الشواهد على هذه الأقسام لطال الأمر وقد ذكرتها بشواهدها وأدلتها في كتابي قلب القلب فائدة من خرس لسانه عند الموت وذهب عقله فلم ينطق بالشهادة عند الموت ولا أحضر الإيمان بقلبه ومات على تلك الحالة مات مؤمنا ولا يضر عدم الإيمان الفعلي عند الموت كما أن الكافر إذا حضرته الوفاة وهو أخرس ذاهب العقل عاجز عن الكفر في تلك الحالة لعدم صلاحيته له لا ينفعه ذلك وحكمه عند الله تعالى حكم الذين استحضروا الكفر في تلك الحال بالفعل فالمعتبر ما تقدم الوفاة من كفر وإيمان ولا يضر العدم في المعنى عند الموت قاله العلماء ونقله عنهم القرافي في قواعده فائدة تعرض للإنسان عند الإشراف على الموت قوة وحركة نحو ما يعرض للسراج عند انطفائه من حركة وضياء ساطع وتسميها الأطباء النعشة الأخيرة قال بعضهم قولا لشيخ هز من عطفه إن نعشه دولة زاهرة لا تغترر فالمرء يرمي ب في اللحد بعد النعشة الآخرة وقال ابن عبد الله النقاش البغدادي إذا وجد الشيخ في نفسه نشاطا فذلك موت خفي ألست ترى أن ضوء السراج له لهب عندما ينطفى
पृष्ठ 41