مُحَمَّد خَان فَقَالَ السُّلْطَان ايها الْمولى انت اكلت ايضا من الْحَرَام فَقَالَ مَا يليك من الطَّعَام حرَام وَمَا يليني مِنْهُ حَلَال فحول السُّلْطَان الطَّعَام فاكل الْمولى فَقَالَ السُّلْطَان اكلت من جَانب الْحَرَام فَقَالَ الْمولى نفد مَا عنْدك من الْحَرَام وَمَا عِنْدِي من الْحَلَال فَلهَذَا حولت الطَّعَام وَقيل لَهُ يَوْمًا ان الشَّيْخ ابْن الْوَفَاء يزور الْمولى خسرو وَلَا يزورك فَقَالَ اصاب فِي ذَلِك لَان الْمولى خسرو عَالم عَامل تجب زيارته وَإِنِّي وَإِن كنت عَالما لكنني خالطت مَعَ السلاطين فَلَا تجوز زيارتي وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى لَا يحْسد احدا من أقرانه إِذا فضل عَلَيْهِ فِي المنصب وَإِذا قيل لَهُ فِي ذَلِك كَانَ يَقُول الْمَرْء لَا يرى عُيُوب نَفسه وَلَو لم يكن لَهُ فضل عَليّ لما اعطاه الله تَعَالَى ذَلِك المنصب وَقَالَ الْمولى الْمَزْبُور وَيَوْما للسُّلْطَان مُحَمَّد خَان بطرِيق الشكاية عَنهُ ان الامير تيمور خَان ارسل بريدا لمصْلحَة وَقَالَ لَهُ ان احتجت الى فرس خُذ فرس كل من لَقيته وان كَانَ ابْني شاهرخ فَتوجه الْبَرِيد الى مَا أَمر بِهِ فلقي الْمولى سعدالدين التَّفْتَازَانِيّ وَهُوَ نَازل فِي مَوضِع قَاعد فِي خيمته وافراسه مربوطة قدامه فَأخذ الْبَرِيد مِنْهَا فرسا فَأخْبر الْمولى بذلك فَضرب الْبَرِيد ضربا شَدِيدا فَرجع هُوَ الى الامير تيمور وَأخْبرهُ مَا فعله الْمولى الْمَذْكُور فَغَضب الامير تيمورخان غَضبا شَدِيدا ثمَّ قَالَ وَلَو كَانَ هُوَ ابْني شاهرخ لقتلته وَلَكِنِّي كَيفَ اقْتُل رجلا مَا دخلت فِي بَلْدَة الا وَقد دَخلهَا تصنيفه قبل دُخُول سَيفي ثمَّ قَالَ الْمولى الْمَزْبُور ان تصانيفي تقْرَأ الان بِمَكَّة الشَّرِيفَة وَلم يبلغ اليها سَيْفك فَقَالَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان نعم ايها الْمولى النَّاس يَكْتُبُونَ تصانيفه وَأَنت كتبت تصنيفك وارسلته الى مَكَّة الشَّرِيفَة فَضَحِك الْمولى الكوراني وَاسْتحْسن هَذَا الْكَلَام غَايَة الِاسْتِحْسَان ومناقبه كَثِيرَة لَا يتَحَمَّل ذكرهَا هَذَا الْمُخْتَصر توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة مَاتَ فِي قسطنطينية وَدفن بهَا وقصة وَفَاته انه امْر يَوْمًا فِي أَوَائِل فصل الرّبيع ان تضرب لَهُ خيمة فِي خَارج قسطنطينية فسكن هُنَاكَ فصل الرّبيع فَلَمَّا تمّ هَذَا الْفَصْل امْر ان يشترى لَهُ حديقة فسكن هُنَاكَ الى اول فصل الخريف وَفِي هَذِه الْمدَّة كَانَ الوزراء يذهبون الى زيارته فِي كل اسبوع مرّة ثمَّ انه صلى الْفجْر فِي يَوْم من الايام وَأمر ان ينصب لَهُ سَرِير فِي الْموضع الْفُلَانِيّ من بَيته بقسطنطينية فَلَمَّا صلى الاشراق جَاءَ الى بَيته واضطجع على جنبه الايمن
1 / 54