بالتيسير قدر ثَلَاث كراريس وَكَانَ يَقُول انه اخترع هَذَا الْعلم وَلم يسْبق اليه وَذَلِكَ لَان الشَّيْخ لم يقف على الْبُرْهَان للزركشي وَلَا على مواقع الْعُلُوم للجلال البُلْقِينِيّ وَكَانَ صَحِيح العقيدة فِي الديانَات حسن الِاعْتِقَاد فِي الصُّوفِيَّة محبا لاهل الحَدِيث كَارِهًا لاهل الْبدع كثير التَّعَبُّد على كبر سنه كثير الصَّدَقَة والبذل لَا يبقي على شَيْء سليم الْفطْرَة صافي الْقلب كثير الِاحْتِمَال لاعدائه صبورا على الاذى وَاسع الْعلم جد لازمته ارْبَعْ عشرَة سنة فَمَا جِئْته من مرّة الا وَسمعت مِنْهُ من التحقيقات والعجائب مالم اسْمَعْهُ قبل ذَلِك قَالَ لي يَوْمًا مَا اعراب زيد قَائِم فَقلت قد صرنا فِي مقَام الصغار نسْأَل عَن هَذَا فَقَالَ لي فِي زيد قَائِم مائَة وَثَلَاثَة عشر بحثا فَقلت لَا أقوم من هَذَا الْمجْلس حَتَّى استفيدها فَاخْرُج لي تذكرتها فكتبتها مِنْهُ توفّي الشَّيْخ شَهِيدا بالاشهاد لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الاولى سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة هَذَا مَا ذكره السُّيُوطِيّ ﵀ وَرَأَيْت للْمولى الْمَذْكُور رِسَالَة فِي مسئلة الِاسْتِثْنَاء لم يُغَادر صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة الا احصاها وَأورد فِيهَا لطائف لم تسمعها آذان الزَّمَان وَلَقَد طالعتها وانتفعت بهَا روح الله روحه
وَمن مَشَايِخ الطَّرِيق فِي زَمَانه الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ عبد اللطيف الْمَقْدِسِي
كتب هُوَ بِخَطِّهِ نسبه فِي كتاب الاجازة هَكَذَا عبد اللطيف بن عبد الرَّحْمَن ابْن احْمَد بن عَليّ بن غَانِم الْمَقْدِسِي الانصاري ولد قدس سره فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الموفية للعشرين من شهر رَجَب لسنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل اولا بِالْعلمِ الشريف ثمَّ غَلبه الْميل الى طَرِيق التصوف واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ عبد العزيز واجازه للارشاد وَلما وصل الشَّيْخ زين الدّين الخافي الى الْقُدس الشريف انزله الشَّيْخ عبد اللَّطِيف فِي بَيته وأكرمه غَايَة الاكرام وَصَاحب مَعَه وَحصل لَهُ ميل عَظِيم اليه وَلما توجه الشَّيْخ زين الدّين الخافي الى الْحجاز أَرَادَ الشَّيْخ عبد اللطيف ان يُسَافر مَعَه فَمَنعه الشَّيْخ زين الدّين الخافي لانه كَانَت ام الشَّيْخ عبد اللطيف امْرَأَة شريفة مَرضت فِي تِلْكَ الايام فَأمره الشَّيْخ زين الدّين أَن يقوم بِخِدْمَة والدته ووعد لَهُ ان يحصل مُرَاده عندالمراجعة من الْحَج وَلما عَاد الشَّيْخ الى الْقُدس الشريف توجه هُوَ مَعَه الى خُرَاسَان وَقعد بأَمْره فِي الْخلْوَة واشتغل
1 / 41