احديداب ولا تقبض وروى سائن بالنون وهي بمعنى سائل بالسين المهملة وسائر بالراء من السير بمعنى طويلها ومحصول ما وقع الشك فيه في هذه اللفظة سائل بمهملة وبمعجمة وسائن بالنون وسائر براء قال الزمخشري ومقصود الكل أنها غير متعقدة خمصان بضم المعجمة وفتحها الأخمصين مبالغة من الخمص أي شديد تجافى أخمص القدم عن الأرض وهو المحل الذي لا يلصق بها عند الوطء مسيح القدمين أملسهما مستويهما لينهما بلا تكسر ولا تشقق جلد بحيث ينبو عنهما الماء أي يسيل ويمر سريعا إذا صب عليهما لاصطحابهما إذا زال أي النبي صلى الله عليه وسلم زال تقلعا أي إذا ذهب وفارق مكانه رفع رجليه رفعا بائنا متداركا إحداهما بالأخرى مشية أهل الجلادة فتقلعا حال أو مصدر منصوب أي ذهاب قلع والقلع في الأصل انتزاع الشيء من أصله أو تحويله عن محله وكلاهما يصلح أن يراد هنا أي ينزع رجله عن الأرض أو يحولها بقوة ويخطو يمشي تكفؤا بالهمز وتركه أي تمايل إلى قدام من قولهم كفأت الإناء إذا قلبته أو إلى يمين وشمال ويؤيد الأول قوله الآتي كأنما ينحط ويمشي تفنن حيث عبر عن المشي بعبارتين فرارا من كراهة تكرار اللفظ هونا بفتح فسكون أي حال كونه هينا أو هو صفه لمصدر محذوف أي مشيا هينا بلين ورفق والهون الرفق ذريع كسريع وزنا ومعنى المشية بكسر الميم أي سريعها مع سعة الخطوة فمع كون مشيه بسكينة كان يمد خطوته حتى كأن الأرض تطوى له إذا مشى كأنما ينحط من صبب أي منحدر من الأرض وأصله النزول من علو إلى سفل ومنه صببت الماء والمراد التشبيه بالمنحدر من علو إلى سفل بحيث لا إسراع ولا إبطاء وخير الأمور أوساطها قال بعضهم والمشيات عشرة أنواع هذه أعدلها وبما تقرر يعرف أنه لا تعارض بين الهون الذي هو عدم العجلة وبين الانحدار والتقلع الذي هو السرعة فمعنى الهون الذي لا يعجل في مشيته ولا يسعى عن قصد إلا لحادث أمر مهم وأما الانحدار والقلع فمشيه الخلقي وإذا التفت التفت جميعا وفي رواية جمعا كضربا أي شيئا واحدا فلا يسارق النظر ولا يلوى عنقه كالطائش الخفيف بل كان يقبل ويدبر جميعا قال القرطبي ينبغي أن يخص بالتفاته وراءه أما التفاته يمنه أو يسرة فبعنقه خافض من الخفض ضد الرفع الطرف أي البصر يعني إذا نظر إلى شيء خفض بصره تواضعا وحياء من ربه وذلك هو شأن المتأمل المتفكر المشتغل بربه ثم أردف ذلك بما هو كالتفسير له فقال نظره إلى الأرض
पृष्ठ 41