Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
प्रकाशक
دار القمة
संस्करण संख्या
-
प्रकाशक स्थान
الإسكندرية
शैलियों
البيان وأوضحه، ما حاسب الله العباد في القبر على إيمانهم أن النبي ﷺ عبد لله، بل إن شهادة المؤمن يسبق فيها إثبات صفة العبودية للرسول ﷺ على صفة الرسالة، وكأنها الصفة التي غلبت عليه ﷺ وأراد أن يحققها طوال حياته وبالفعل حققها ﷺ كأحسن ما يكون.
ويتفرع عليه: أن من اعتقد في النبي ﷺ درجة أعلى من درجة العبودية لله- ﷾ (وهي أعظم منازله ﷺ بأن أثبت له شيئا يعلم أنه لا ينبغي إلا لله ﷿ فلن يوفق في إجابة سؤال الملكين.
كما أقول: إن من ابتدع في هذا الدين ما ليس منه، ورغب عن سنته ﷺ قد يؤخر عن إجابة الملكين وقد يتلعثم فيها وقد لا يوفق لها أصلا وذلك بقدر ما ابتدع في هذا الدين أو رغب عن السنة الشريفة، ودليل ذلك ما ورد عن النبي ﷺ: «فأمّا المؤمن أو الموقن فيقول:
هو محمّد رسول الله جاءنا بالبيّنات والهدى فأجبنا وآمنّا واتّبعنا فيقال له: نم صالحا» «١»، فكيف يوفق الله من ابتدع في الدين لقول: (آمنا واتبعنا) . وهو في الحقيقة لم يتبع.
٤- في الحديث دلالة واضحة على أن النبي ﷺ قد بعث للناس كلهم جميعا، وأنهم كلهم مطالبون بالإيمان به وتصديقه ﷺ والدليل على ذلك من الحديث قوله ﷺ: «إن العبد إذا وضع في قبره»، وكلمة العبد تشمل كل جنس البشر، ثم إن قوله ﷺ: «وأما المنافق والكافر» . فهو دليل آخر على أن السؤال يشمل الناس جميعا، فالناس لا يخرجون عن أصناف ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وكافر، وأهل الكتاب الذين لم يؤمنوا به ﷺ يدخلون في لفظ (كافر) .
فإن قال قائل: كيف يكون سؤال الملكين عن النبي ﷺ كافيا لدخول العبد الجنة دون السؤال عن الله ﷿ ودين الإسلام؟ قلت: وردت أحاديث أخرى بسؤال العبد عن الرب- ﵎: من ربك؟ ما دينك، ولكنها ليست في الصحيحين، لذلك لم أوردها في الكتاب، لما التزمت به من التقيد بأحاديث الصحيحين، ثم إنني أحببت أن أورد هذا الحديث الذي ليس فيه إلا ذكر السؤال عن النبي ﷺ ليستقر في قلب وعقل كل مسلم عظيم قدر النبي ﷺ وأن الإيمان به واتباعه هو سبب السعادة في الدنيا والآخرة وما بينهما وهي حياة البرزخ. ثم أقول: إن إقرار العبد بأن محمدا ﷺ عبد الله ورسوله، يتضمن الإيمان بالله- تعالى- ودين الإسلام، وأوصي نفسي وإخواني من المسلمين بإجلال النبي ﷺ وتوقيره وكثرة الصلاة عليه وحبه أكثر من المال والأهل والولد، لعل الله ﷿ يثبتنا
_________
(١) البخاري، كتاب الوضوء، باب: من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل، برقم (١٨٤)، من حديث أسماء بنت أبي بكر ﵄.
1 / 40