Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
प्रकाशक
دار القمة
संस्करण
-
प्रकाशक स्थान
الإسكندرية
शैलियों
الريح، التي تأتي بالماء، رزق السماء، فيحيي به الله الأرض، وبدون الريح التي تأتي بالماء يموت كل شيء، وعلمنا من قول ابن عباس- ﵄: (فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة) أن جوده أشد خيرا من الريح من كل الوجوه.
٣- تنوع عطاء وجود الرسول ﷺ لقول ابن عباس- ﵄: (أجود بالخير) ولم يحدد أنواع هذا الخير، فعلمنا أنه كان ﷺ هو الأجود في كل أنواع الخير، فلم يقتصر جوده، على باب واحد من أبواب الخير، ولذلك فضّل جوده عن الريح المرسلة، ولا غرابة في ذلك، فإذا كانت الريح تحيي الأرض الميتة، وتخرج النبات، فإن جوده ﷺ يحيي القلوب والعقول، وهذا أعظم نفعا من إحياء الأرض.
يتفرع على ذلك: أن الخير الذي يمكن أن يبذله المسلم، لا ينحصر في إنفاق المال، وأن الفقير لن يعجز أن يجود بالخير، لأن للخير أبوابا كثيرة، كبذل الجاه في الشفاعة المحمودة والدعاء لعموم المسلمين وخاصتهم، وإعانة الضعيف، وتعليم الناس، وغير ذلك من أوجه الخير الكثيرة.
٤- شكر الرسول ﷺ لربه، في إنزال القرآن عليه، وإرسال الروح الأمين ﵇ لمدارسته القرآن، وذلك لأن ابن عباس- ﵄ وضح أن سبب هذا الجود العظيم من النبي ﷺ أن جبريل كان يأتيه كل ليلة فيدارسه القرآن، وأظن أن هذا الجود كان من باب شكر المنعم.
ويتفرع على ذلك: ألا نلوم أهل الخير، إذا رأيناهم يجودون أكثر في رمضان، ولا نعتب عليهم أنهم لا يجودون بمثله سائر السنة، شريطة ألايمتنع أصل جودهم طول السنة، اتباعا لسنة النبي ﷺ الذي كان يجود طول العام.
٥- الخير الذي كان في الأرض طوال مدة بعثة النبي ﷺ انقطع بوفاة النبي ﷺ وسبب هذا الخير هو اجتماع النبي ﷺ بجبريل ﵇ كل ليلة من ليالي رمضان لمدارسة القرآن الكريم.
ويتفرع على ذلك أيضا: أن أعظم ما ينبغي الاشتغال به في شهر رمضان المبارك، هو قراءة القرآن العظيم، وما يخدمه من علوم.
الحديث الثاني:
عن سهل بن سعد ﵁ قال: (جاءت امرأة إلى النّبيّ ﷺ ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي الشّملة. فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها. فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه؟ فأخذها النّبيّ ﷺ محتاجا إليها فلبسها،
1 / 356