Lintot
التي ظهرت سنة 1709 نقلا عن الدوق أڤ بكنجهام.
ويلاحظ كذلك أن الشاعر لم يذكر في رسائله ولا في أقواله المحفوظة شيئا عن حظوته في البلاط الملكي ولا عن عطف الملكة اليصابات والملك جيمس عليه، ولكننا نعلم ذلك من أبيات للشاعر بن جونسون يتحدث فيها عن بجعة نهر أڨون الحلوة التي ترفرف على نهر التاميز وتروق رفرفتها أعين اليصابات وجيمس، وموضع الملاحظة في سكوت شكسبير عن هذه الأحاديث أنه لا يعنى بالحظوة الملكية ولا بالمكانة المرعية بين علية القوم لأنه يفخر بها فيدل بها على أقرانه، وإنما يطلبها ليصون كرامته ثم لا يبالي متى صينت له هذه الكرامة أن يغض بها من كرامة الآخرين، وليس بالمستغرب من هذا العزوف السليم أن يكسب صاحبه الرضا؛ لأنه يفل سلاح الحسد ويكسر شوكة الغيرة.
تلك صورة جلية من تلك الشخصية تخرجها لنا البداهة من الواقع الثابت الذي لا عمل فيه للسماع والرواية، ونعتقد أن مترجم شكسبير في حل من قبول السماع والرواية فيما يطابق تلك الصورة البديهية؛ لأن لسان الحال يطابق فيها لسان المقال، وقد يعرض الشك للرواية المسموعة في جيل بعد جيل الشاعر على ألسنة مجهولة السند متناقضة الخبر، ويضيق مورد الشك في صفة تمليها البداهة ويؤيدها السماع.
كان أقدم مترجميه أوبري
Aubrey (1626-1697) قد ولد بعد وفاته بعشر سنين، وكان رحالة طلعة يتنقل بين البلدان والأندية ويتلقف النوادر والغرائب من أفواه الثقات وغير الثقات ويسرع إلى تدوينها جزافا في دفتره بإسنادها إلى رواتها ممن صادفهم في حله وترحاله، وكان إذا أولع بترجمة يحبها يتحرى مواطن السؤال عنها ولا يخطئه التوفيق في اختيار مراجعها، وكان على ولع شديد بسيرة شكسبير؛ فبحث عمن عرفوه أو عرفوا أحدا من أقرانه وعشرائه، وأجدرهم بالتعويل عليه ابن بيستون
Beeston
الممثل المشهور الذي كان زميلا لشكسبير في فرقته وجليسا له في أوقات فراغه، وجملة ما رواه عن صفاته وعاداته من هذه المراجع أنه «كان وسيما مليح المنظر، حسن المجالسة جدا سريع الخاطر جدا، وديعا ودودا ظريف الفكاهة، وكان من عادته أن يزور قريته مرة كل عام في أيام مقامه بلندن، ومن أصحابه المعدودين توماس شدويل
Shadweel
الممثل الفكاهي النابغ، وهو يذكره، فيقول: إنه خصب الذهن، فياض القريحة، يفوق زملاءه من كتاب المسرحيات ولم يكن من عادته أن يمحو سطرا مما يكتبه. ويعقب بن جونسون على ذلك فيقول: وددت لو أنه محا ألف سطر! وستعيش ملهياته ما بقي قارئ يفهم الإنجليزية.»
अज्ञात पृष्ठ