بعد مشورة مدبر مملكتنا الأمير عز الدين أيبك أن تخرج إليهم برجالك الذين تختارهم
وتكفينا أمرهم. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
والدة خليل
فلما قرأ الأمر أعجبه قولها إنها فعلت ذلك بمشورته، فطوى الكتاب وبعث به إلى ركن الدين،
وعاد إلى محادثتها في شئون الدولة، وهي تبذل جهدها في مجاملته ليطمئن قلبه لها، ولا يزال
الشك يخامره - والمحب كثير الشكوك - لكنه كان يطرد تلك الشكوك من خاطره، فلما انصرف من
عندها وخلا إلى نفسه عادت إليه الشكوك.
أما ركن الدين فإنه لما جاءه كتاب شجرة الدر بادر إلى تنفيذه، وقد اتسعت آماله فيما تطمح
إليه نفسه من الارتقاء في مناصب الدولة، وهو يرى نفسه أهلا لأكبر المناصب؛ فإنه كان كبير
المطامع عالي الهمة، والدولة في اضطراب، وقد خطر له أن الدولة التي تستطيع امرأة أن تصير
अज्ञात पृष्ठ