شبه إنكار.
فلحظت شجرة الدر شيئا مما اعترى جاريتها شوكار فقالت: «لا شيء يا سيدتي!» ثم ابتسمت لتخفي
ما بها وقالت: «شكرا خاطرك شيئا تكتمينه. هل ساءك ما قلته عن ركن الدين من أمر السفر؟»
قالت بلهفة: «كلا يا سيدتي، إن ما تأمرين به لا يكون فيه غير أسباب الراحة والسعادة
ولكن ...» وأطرقت حياء.
قالت: «ولكن ماذا؟ إن هذا الإطراق يعجبني من الفتاة في مثل هذه الحال، يظهر أنك تشتاقين
رؤية ركن الدين قبل سفره، ولعلك تحبين أن تعرفي رأيه فيك. إني سأدعوه الساعة يجالسنا بحجة
عزمي على تكليفه بتلك المهمة.» وصفقت، فجاء بعض الغلمان فأمرته أن يدعو الداودار ركن الدين،
وعادت إلى مشاغلة شوكار، فقالت لها: «لا يمضي كثير حتى يأتي ركن الدين. غني شيئا من عندك.»
فأخذت تغني، وقد فرحت بقرب قدوم ركن الدين، لكنها أحست بخفقان قلبها فتشاغلت بالضرب
अज्ञात पृष्ठ