أنه صار داودارا لسيدتها؛ لعلمها أنه أصبح أقرب إليها؛ إذ يكثر تردده إلى قصر الملكة لقضاء
مهام منصبه، فخفق قلبها فرحا وتحققت قرب السعادة؛ لأنها ستكون زوجة لداودار السلطنة. •••
انتقلت شجرة الدر بعد انقضاء الاحتفال إلى قصر السلطنة، وقد أعدوا لها فيه غرفة فرشوها
بأحسن الرياش، ودخلت الغرفة يحيط بها الجواري والوصائف وفي مقدمتهن شوكار، فأخذن في تبديل
ملابسها، ثم أمرت الخدم بالانصراف، فلما خلت بنفسها أخذت تفكر فيما صارت إليه مما لم تكن
تحلم به في صباها، وتذكرت صباها وكيف كانت تنظر إلى السلاطين والملوك، وما كانت تراه بينها
وبينهم من المسافات البعيدة، وكيف أصبحت اليوم ملكة المسلمين تطأطئ لها الرءوس وتعنو لها
الرقاب. فلما تصورت ذلك انشرح صدرها وانبسطت نفسها، لكنها ما لبثت أن فكرت فيما يعتور ذلك
المنصب من المشاق، وما في مصر يومئذ من المشاكل والحروب مع الصليبيين، عدا الأحزاب المختلفة
بين رجال الدولة والجند، فانقبضت نفسها، لكنها لم تذكرت عز الدين مدبر المملكة ومن معه من
अज्ञात पृष्ठ