الإطراء، ومن أكون أنا حتى أعد شيئا مذكورا بجانب مولاتي شجرة الدر، محظية الملك الصالح -
رحمه الله - وأم والده؟! وقد خصك الله بمواهب لم يخص بها أحدا من البشر سواك . ليس في النساء
يا سيدتي امرأة تطمع في بعض ما نلته. زادك الله رفعة و...»
فبادرت شجرة الدر إلى قطع حديث جاريتها شوكار بأن وضعت يدها على فمها بلطف وهي تبتسم لها،
وفي ابتسامها انقباض، وقد أبرقت عيناها من عظم التفكير، ثم تنهدت تنهدا عميقا وقالت: «تحسدينني على ما تتوهمينه في من رفعة القدر؟ من هنا يأتي سبب شقائي.» قالت ذلك وأطرقت وهي
مقطبة الوجه، فتهيبت شوكار النظر إليها، ولم تجبها.
وكانت شجرة الدر جالسة على مقعد من الأبنوس، في شرفة بأحد قصور الملك الصالح التي بناها
في جزيرة الروضة، تطل على مجرى النيل إلى مسافة بعيدة. وجزيرة الروضة من أجمل جزر النيل بين
مصر القديمة والجيزة، وطالما اتخذها الملوك متنزها، وقد جعلها مولاها الملك الصالح سريرا
لملكه بدلا من القلعة حيث كان أسلافه يقيمون. وأنشأ في هذه الجزيرة قلعة فخمة عرفت بقلعة
अज्ञात पृष्ठ