शजरत दुर्र
شجرة الدر: قصة تاريخية
शैलियों
وكأنما أحست شجرة الدر بما يعتمل في نفس جاريتها، فقالت باسمة: ليهنك يا جهان عودة بيبرس موفقا من سفارته، وإنه لحقيق بأن يؤدي عاجلا ما عليه من الثمن قبل أن يظفر بأمنيته الغالية، ويجتمع شمله بمن يحب، في دار على النيل!
قالت جهان وقد سري عنها ما بها ورفت على شفتيها ابتسامة رضا واطمئنان: شكرا يا مولاتي، إنني وبيبرس لخليقان بأن نبذل دمنا في سبيل مرضاتك ومرضاة مولانا الملك الصالح. •••
في مساء ذلك اليوم كانت امرأتان جالستين وجها لوجه في غرفة قد خلت إلا منهما، يتبادلان الحديث في همس.
قالت إحداهما: قد جاءني النبأ يا خاتون بما تم عليه العهد بين زوجك الناصر والعادل سيف الدين، وإن نجم الدين أخوك يا عاشورا، وما أظن نفسك تطيب بأن يسلمه زوجك إلى أخيه العادل فيسفك دمه أو يلقي به في جب القلعة حتى يموت صبرا.
قالت صاحبتها: نعم، ولكن من أين لي أن يقتنع الناصر بما أدعوه إليه، وقد وعده العادل بأن يكون له عرش الشام إذا أسلم إليه أخاه، وإن الناصر - كما تعلمين - لحريص على أن يبلغ هذه المنزلة!
قالت شجرة الدر: وترين العادل أهلا لأن يفي له بما وعد؛ فأنى له ذلك وليس له سلطان على الشام، وإنما هي تحت يد الصالح إسماعيل، فليستخلصها العادل من يد صاحبها قبل أن يعد بها الناصر، وإلا فإنها موعدة إلى غير وفاء!
فأمسكت عاشورا خاتون زوجة الناصر لحظة تفكر، ثم قالت: وماذا يغري الناصر بإطلاق سراح نجم الدين، وليس في يده ما يؤديه إليه ثمنا لحريته؟
قالت شجرة الدر: وهل رأيت أخاك الصالح أهلا لأن ينكث بما وعد؟ فيستخلص الشام من يد الصالح إسماعيل، وسيكون له عرش مصر، وتجتمع في يديه السلطات، وإنه حينئذ لخليق بأن يحقق للناصر مأمله ويقاسمه الغنيمة؛ فتكون لنا قلعة الجبل،
1
ويجلس الناصر على عرش بني أمية في دمشق.
अज्ञात पृष्ठ