शजरत दुर्र
شجرة الدر: قصة تاريخية
शैलियों
وكان العادل في مصر قد ساء سيرة وفسد سريرة، وأسرف في بذل المال حتى أوشكت أن تنفد خزائنه، وقد غلبه أصحابه على رأيه، فأعطاهم مقادته يصرفون الأمر في الدولة كيف يحلو لهم؛ ليفرغ لشهواته ومباذله، واطرح أمراء أبيه وأقصاهم عن السلطة، وأمعن في مطاردتهم والميل عليهم.
وترامت إليه الأنباء بحركة أخيه الملك الصالح نجم الدين، فقبض على أصحابه واستصفى أموالهم، وألزمهم دورهم أو ساقهم إلى معاقل الأسر، وقبض على الأمير فخر الدين بن الشيخ، وإنه وإخوته يومئذ لأعظم أمراء الدولة حرمة وأرفعهم منزلة؛ إذ كانوا - فوق مكانتهم في العلم والدين وماضيهم المجيد في خدمة الدولة - إخوة أبيه الملك الكامل بالرضاع، وكان أحظى لديه من سائر أمرائه وأدناهم إلى الشعب منزلة.
وضاق الناس بالعادل وثقلت عليهم أيامه، فتوجهوا بقلوبهم إلى المشرق يؤملون أن يطلع عليهم من هناك من يخلصهم من بغي ذلك الملك الصبي!
وترادفت الرسل على الملك الصالح نجم الدين أيوب. •••
على أن طائفة من أمراء الأيوبيين بالشام كانوا يطمعون في عرش مصر؛ منهم من يستعلن بنيته، ومنهم من يستخفي، وكان أكثرهم سعيا إلى تلك الغاية هو الناصر داود - ابن عم نجم الدين - أمير الكرك والشوبك وما يليهما من أرض الأردن
1 - وكانت زوجه «عاشورا خاتون» بنت الملك الكامل، وأخت الملك الصالح نجم الدين - فاصطنع الناصر أسلوبا من السياسة بين الأخوين المتنافسين على عرش الأيوبية، إن لم يبلغ به ما يؤمل من الوصول إلى العرش، فحسبه أن يبلغ به عرش الشام خالصا له وحده.
فراح يتودد إلى الملك الصالح نجم الدين، وإن رسله ورسائله لتتردد في الوقت نفسه بينه وبين العادل في مصر.
وانحاز إليه طائفة من أمراء الشام، وبقي على الولاء للعادل أو للصالح طائفة، وآثرت طائفة ثالثة أن تعمل لنفسها أو تعتزل الطائفتين جميعا، وغص الميدان الشامي بأصحاب المطامع. •••
كان الملك الصالح بنابلس
2
अज्ञात पृष्ठ