ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है
شجرة تنمو في بروكلين
शैलियों
والتقط الرجل النقود من يد جوني، ووعده مرة أخرى بأنه سينبئ سيسي بالأمر.
وبكت ماري روملي حين سمعت الأخبار، وولولت قائلة: يا للطفلة المسكينة! يا للصغيرة البائسة تخرج إلى هذا العالم المليء بالأسى، لقد ولدت لتعاني العذاب والشقاء. آه، لسوف تجد قليلا من السعادة، ولكنها ستلقى الكثير من العمل الشاق، آه! آه!
وكان جوني يريد من صميم قلبه أن ينبئ توماس روملي بالأمر، ولكن ماري رجته ألا يفعل ذلك الآن، وكان توماس يكره جوني نولان لأنه أيرلندي ويكره الألمان، ويكره الأمريكيين، ويكره الروس، ولم يكن يطيق الأيرلنديين بالذات، وكان عنيفا في تعصبه لسلالته بالرغم من كراهيته العظيمة لعنصره، وله نظرية بأن التزاوج بين عنصرين غريبين خليق بأن ينتج نسلا هجينا، ويدلل على هذا بقوله: أي نتاج يمكن أن أحصل عليه لو أنني زوجت عصفورة الكناريا للغراب؟ •••
وانطلق جوني يبحث عن عمل بعد أن رافق حماته وأوصلها إلى بيته، وفرحت كاتي حين رأت أمها، وعلمت آنئذ وآلام الوضع لا تزال تتردد في ذاكرتها مبلغ الألم الذي عانته أمها حين ولدتها، وفكرت في أمها التي وضعت سبعة أطفال لترعاهم وتربيهم، وترى ثلاثة منهم يموتون، وتعلم أن هؤلاء الذين يعيشون قد كتب عليهم الجوع والشقاء، وارتسم في مخيلتها أن هذا المصير نفسه ينتظر طفلتها التي لم تبلغ من العمر يوما واحدا، فبرح بها القلق حتى أشرفت على الجنون.
وسألت كاتي أمها: ماذا عساي أن أدري؟ إني لا أستطيع أن أعلمها شيئا أكثر مما أعلمه أنا نفسي، وأنا لا أعلم إلا النزر اليسير، أنت فقيرة يا أمي، وجوني وأنا فقيران، سوف تكبر الطفلة لتكون فقيرة، ولن نستطيع أن نتقدم عما نحن عليه اليوم، بل إني لأظن في بعض الأحيان أن السنة الماضية خير سنة قدر لنا أن نشهدها في حياتنا، وسوف يتقدم بي العمر وبجوني كلما توالت الأعوام، ولن تتحسن الحال. إن كل ما نمتلكه الآن هو شبابنا وقوتنا اللذان يعيناننا على العمل، ولكننا سوف نفقدهما بمضي الزمن.
ثم تكشفت لها الحقيقة، وقالت بينها وبين نفسها: إنني لا أعني أنني أستطيع العمل، وأنا لا أستطيع الاعتماد على جوني؛ لأنني سوف أظل دائما أرعى شأنه، أوه يا إلهي! لا ترزقني أطفالا آخرين، وإلا فلن أستطيع أن أرعى جوني، ولا مناص لي من أن أرعى جوني؛ لأنه لا يستطيع أن يرعى نفسه.
وقطعت أمها حبل أفكارها، وقالت ماري: ماذا كنا نملك في وطننا القديم؟ لا شيء، كنا فلاحين، وكنا نتضور جوعا، ثم نزحنا إلى هنا، ولم تكن حالنا أفضل من ذلك كثيرا، إلا حين امتنعوا عن تجنيد أبيك، كما كانوا خليقين بأن يفعلوا في وطننا القديم، أما فيما عدا ذلك فقد كانت حياتنا أشد وأقسى، وإني لأفتقد أرض الوطن، والشجر، والحقول الفسيحة، وأسلوب الحياة الذي ألفناه، والأصدقاء القدماء. - ولماذا أتيت إلى أمريكا ما دمت لا تتوقعين حياة أفضل؟ - من أجل أولادي الذين أردت لهم أن يولدوا في بلد حر.
وابتسمت كاتي في مرارة: إن أولادك لم يتعلموا في حياتهم كثيرا! - هنا تجدين ما لا تجدينه في وطننا القديم؛ لأننا نجد هنا فسحة من الأمل بالرغم مما يعترضك من شدائد لم تألفيها. إن الرجل في وطننا القديم لا يستطيع أن يكون أفضل من أبيه، هذا إذا جاهد وكافح، فإذا كان أبوه نجارا فإنه يصبح نجارا، ولكنه لا يكون معلما أو قسيسا، إنه يستطيع أن يرتقي، ولكنه لا يستطيع أن يتجاوز طبقة أبيه. إن الرجل في وطننا القديم ابن ماضيه، ولكنه هنا ابن مستقبله، إنه في هذه البلاد قد يكون ما يريد إذا كان سليم القلب، يستطيع أن يعمل مخلصا في صالح الأعمال. - لس هذا صحيحا، فإن أولادك لم يعيشوا حياة أفضل من حياتك!
وتنهدت ماري روملي قائلة: إن ذلك قد يكون خطئي، لقد جهلت كيف أعلم بناتي؛ لأنني لم أكن أستند إلى شيء سوى أن أسرتي ظلت منذ مئات السنين تشتغل في أرض يملكها أحد الملاك، ولم أرسل ابنتي الأولى للمدرسة؛ لأنني كنت أجهل أول الأمر أن أولاد عامة الشعب من أمثالنا، كان يوفر لهم التعليم المجاني في هذه البلاد، وهكذا لم تجد سيسي فرصة لأن تصبح أحسن حالا مني، ولكن الثلاث الأخريات ... لقد ذهبت أنت إلى المدرسة. - إنني انتهيت من الصف السادس إذا كان ذلك يعد تعليما. - وزوجك يوني (كانت لا تستطيع أن تنطق حرف الجيم) فعل ذلك أيضا ، ألا ترين ذلك؟
واضطرب صوتها في انفعال: بدأت الأمور تتحسن.
अज्ञात पृष्ठ