ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है
شجرة تنمو في بروكلين
शैलियों
وقال الصبي الكبير: يا إلهي، إن مياهه نتنة!
وقال نيلي وقد بدا عليه الشعور بالرضا العميق: أجل!
وقال صبي آخر متفاخرا: أراهن أن هذه البقعة أكثر بقاع العالم نتنا! - نعم.
وهمست فرانسي قائلة «نعم» مؤيدة قولهم، بيد أنها كانت فخورا بتلك الرائحة التي عرفت عن طريقها، أنه يوجد بالقرب منهم مجرى ماء، كان بالرغم من قذارته يلتقي بنهر يصب في البحر، وكانت هذه الراحة البالغة النتن توحي إلى فرانسي بالتفكير في السفن التي تعبر البحر وفي المغامرة، فاستراحت نفسها للتفكير في هذه الرائحة.
وما إن وصل الصبية إلى قطعة الأرض التي قام فيها نشز، أشبه بالماسة الشعثاء التي وطئتها الأقدام، حتى طارت فراشة صفراء صغيرة عبر العشب ، وجرى الصبية يطاردونها بغريزة الإنسان في الاستحواذ على كل شيء يجري أو يطير أو يعوم أو يزحف، وأخذوا يطاردونها ويلقون بقلانسهم المهلهلة مستبقين قدومها، وأمسكها نيلي، ونظر إليها الصبية نظرة عابرة، وسرعان ما فقدوا اهتمامهم بها، وبدءوا يتبارون في لعبة البيسبول، يمارسونها أربعة لاعبين، وكان هذا من ابتكارهم.
وأخذوا يلعبون في عنف، يتلاعنون ويتصببون عرقا، ويقرص بعضهم بعضا، وكانوا في كل مرة يتعثرون فترة قصيرة، ويتلكئون لحظة، فيهرجون ويتباهون، وكانت هناك شائعة بأن مائة من كشافة بروكلين يسيرون في الشوارع بعد عصر أيام السبت، ليراقبوا المباريات التي تجرى في الخلاء وينتقوا اللاعبين المرموقين، ولم يكن من صبية بروكلين صبي واحد لا يؤثر اللعب في فريق بروكلين، على أن يصبح رئيسا لجمهورية الولايات المتحدة.
وشعرت فرانسي بعد حين بالتعب من مراقبة الصبية؛ لأنها كانت تدرك أنهم سوف يمضون في اللعب والعراك والتفاخر، حتى يحين موعد أوبتهم إلى البيت للغداء، وكانت الساعة قد بلغت الثانية، وآن وقت عودة أمينة المكتبة من غدائها، وعادت فرانسي تسير نحو المكتبة وقد غمرها شعور رضى بالتوقع والانتظار.
2
كانت المكتبة مكانا صغيرا عتيقا رثا، لكن فرانسي كانت تراها جميلة، وكان شعورها نحو المكتبة طيبا كشعورها حيال الكنيسة، ودفعت الباب ففتحته ودخلت، وكانت تؤثر الرائحة التي تجمع بين جلد الكتب العتيق وبين طلاء المكتبة، والختامات المزودة بالحبور، على رائحة البخور وهي تحترق في القداس الكبير.
وظنت فرانسي أن جميع كتب العالم قد حشدت في تلك المكتبة، وكانت لديها خطة تستهدف قراءة كتب العالم أجمع، وكانت تقرأ كل يوم كتابا من الكتب حسب ترتيب الحروف الأبجدية، بدون أن تتخطى الكتب ذات المادة الجافة، وتذكرت أن المؤلف الأول كان أبوت، وظلت فترة طويلة تقرأ كل يوم كتابا، ولكنها لم تتجاوز حرف الباء، ولقد قرأت بالفعل عن النحل، والجواميس، والسياحة في برمودا، والعمارة البيزنطية، وإنها لتعترف بالرغم من حماستها كلها بأن بعض كتب المؤلفين التي تندرج تحت حرف الباء كانت عسيرة الهضم، لكن فرانسي كانت قارئة نهمة تقرأ كل ما يقع بين يديها من مؤلفات تافهة أو روائع الكتب أو جداول التوقيت أو قوائم أسعار البقالة، وكان بعض ما قرأته رائعا، مثل كتب لويزا الكوت، وعزمت فرانسي على أن تقرأ جميع الكتب مرة أخرى بعدما تنتهي من المؤلفين الذين يندرجون تحت حرف الباء.
अज्ञात पृष्ठ