209

ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है

شجرة تنمو في بروكلين

शैलियों

وهزت كاتي رأسها ببطء، وقال مستعطفا: لأتحدث فحسب.

وقالت بكل ما يسعها من رقة: لا يا سيد ماكجريتي.

وتنهد وانصرف.

وفرحت فرانسي؛ إذ استغرقت في العمل كل الاستغراق، فقد صرفها ذلك كثيرا عن الإحساس بفقد أبيها، وكانت تستيقظ هي ونيلي في السادسة صباحا، ويساعدان أمهما في أعمال التنظيف ساعتين، قبل أن يتأهبا للذهاب إلى المدرسة، ولم تكن الأم قادرة على العمل الشاق الآن، وجلت فرانسي صفحات الأجراس النحاسية في الدهاليز الثلاثة، ونظفت كل عمود من أعمدة حاجز السلم بخرقة مبللة بالزيت، وكنس نيلي حجرات مخزن المؤن والسلم الذي فرش بالبساط، واشتركا معا في حمل صفائح القمامة إلى منعطف الطريق كل يوم، وكان ذلك مشكلة بالنسبة إليهما لأنهما - متكاتفين - لم يقدرا على نقل الصفائح الثقيلة، وخطرت لفرانسي فكرة بأن يميلا الصفائح على جانب، ويفرغاها على الأرض ثم يحملا الصفائح الفارغة إلى منعطف الطريق ... ثم يملآها مرة أخرى بدلو الفحم، ونجحت هذه الفكرة بالرغم مما اقتضته من الصعود من مخزن المؤن والهبوط إليه مرارا وتكرارا، ولم يبق للأم من عمل بعد ذلك سوى أن تمسح أرض الردهات المغطاة بالمشمع، وتطوع ثلاثة من السكان بأن يمسحوا ردهاتهم حتى تنتهي كاتي من وضع طفلها، وساعدها ذلك كثيرا.

واقتضى الأمر من الطفلين أن يذهبا إلى الكنيسة بعد المدرسة ليتلقيا «الإرشادات»، حيث إنهما كانا سيثبتان في دينهما في ذلك الربيع، وكانا بعد تلقي الإرشادات يذهبان للعمل عند ماكجريتي، وهو عمل سهل كما وعد، فترتب فرانسي أربعة أسرة وتعيد فرشها، وتغسل قليلا من «صحون» الفطور وتكنس الحجرات، وكان ذلك يستغرق أقل من ساعة.

وكان نيلي يقوم بنفس البرنامج الذي تقوم به فرانسي، فيما عدا أنه كان يزيد عليها ببيع الصحف، وفي بعض الأحيان لا يعود إلى البيت للعشاء قبل الساعة الثامنة، ويعمل في المطبخ الخلفي لحانة ماكجريتي، فيقشر خمسين بيضة مسلوقة سلقا شديدا، ويقطع الجبن الصلب إلى مكعبات، كل منها بوصة، ويرشق في كل مكعب لاقطة خشبية، ويشطر قطع المخلل الكبيرة شرائح.

وانتظر ماكجريتي أياما قليلة حتى اعتاد الطفلان العمل معه، ثم قرر أن الوقت قد حان لكي يتحدثا إليه كما كان جوني يفعل، وذهب إلى المطبخ، وجلس يرقب نيلي وهو يعمل، وقال بينه وبين نفسه: إنه صورة طبق الأصل من أبيه.

وانتظر فترة طويلة حتى يألفه الصبي في ذلك المكان، ثم سأله وهو يتنحنح: هل صنعت أخيرا أية أطراف خشبية لأغلفة الكتب؟

وتلجلج نيلي وأفزعه هذا السؤال الغريب: لا، لا يا سيدي.

وانتظر ماكجريتي، لماذا لم يبدأ الصبي بالحديث؟ وراح نيلي يقشر البيض بسرعة أكثر مما كان يفعل، وحاول ماكجريتي مرة أخرى: أتعتقد أن ويلسون سيحول بيننا وبين الحرب؟

अज्ञात पृष्ठ