186

ब्रुकलिन में एक पेड़ उगता है

شجرة تنمو في بروكلين

शैलियों

ووصلت كاتي إلى بيتها بعد أن حل الظلام، وقررت ألا تخبر الطفلين حتى الصباح، وقالت بينها وبين نفسها: فلأدعهما يخلدان إلى النوم ليلة أخرى، ناعمين فيها براحة لا ينغصهما حزن أو ألم.

وكل ما قالته لهما أن أباهما في المستشفى وقد استبد به المرض ... ولم تزد. وكان منظرها ينم عن شيء صرف الطفلين عن أن يوجها أي سؤال إليها.

وما إن تنفس الفجر حتى استيقظت فرانسي، ونظرت نحو حجرة النوم الضيقة، فرأت أمها جالسة بجوار سرير نيلي تنظر إلى وجهه، وبدا السواد تحت عينيها كأنما ظلت جالسة حيث كانت طوال الليل، ولما رأت أن فرانسي قد استيقظت، طلبت منها أن تنهض وترتدي ملابسها فورا، وهزت نيلي في رفق لتوقظه وطلبت منه الشيء نفسه، وخرجت إلى المطبخ.

وكانت حجرة النوم كالحة باردة، وارتعدت فرانسي وهي ترتدي ملابسها، وانتظرت نيلي حتى لا تخرج إلى أمها وحدها، وكانت كاتي جالسة إلى النافذة حين مثلا أمامها، ووقفا منتظرين، وقالت لهما: إن أباكما قد مات.

وتسمرت فرانسي وهي واقفة، ولم تشعر لا بالدهشة ولا بالحزن، بل لم تشعر بأي شيء، فإن ما قالته أمها لتوها لم يكن يحمل أي معنى.

وأمرتهما الأم قائلة: يجب عليكما ألا تبكيا.

ولم تكن كلماتها التالية تحمل أي معنى أيضا. - لقد نفض يده من الحياة، ولعله الآن أسعد حظا منا.

وكان بالمستشفى عامل يتسلم أجرا من متعهد لدفن الموتى نظير إبلاغه عن كل ميت فور وفاته، وهذا المتعهد اليقظ يسبق منافسيه بالسعي وراء العمل، على حين ينتظر الآخرون حتى يسعى إليهم العمل، وذهب هذا الرجل المقدام إلى كاتي في الصباح المبكر.

وقال لها مشيرا خلسة إلى قصاصة الورق التي كتب فيها عامل المستشفى اسمها وعنوانها: أيتها السيدة نولان، إني أواسيك في مصابك الأليم، وأقول لك حكمة: هم السابقون ونحن اللاحقون.

وسألته كاتي بجفوة: ماذا تريد؟ - أن أصبح صديقك.

अज्ञात पृष्ठ