مال نحوها كالمسحور فلثم فاها. لم تقاومه ولم تشجعه، قالت: معذرة فإني أكره الرجال في هذه اللحظة! - ذاك من تأثير ما شاهدت في الحجرة، ولكنها لحظة سرعان ما تمضي. - من يدري، ولكن كيف قبلتني؟! - إنه سحرك الذي لا يقاوم، وغرامي القديم الذي لم ترفضيه على الأقل! - إنه تصرف لا يغتفر. - هيا معي إلى الليل في الخارج. - أحلام جنونية. - سنستقبل الفجر الندي معا. - هيهات لقلب ميت أن يستجيب لجنونك. - إنه الدواء الشافي لما نعاني من اضطراب.
أراد أن يقبلها مرة أخرى؛ ولكنه رآها تنظر نحو العجوز المغمض العينين باهتمام طارئ فقال: لا تهتمي له، إنه مستغرق في النوم!
حاول أن يضمها إلى صدره، ولكنها دفعته، فأراد أن يعيد المحاولة، وإذا بصوت العجوز يقول دون أن يفتح عينيه: عد إلى مجلسك يا بني!
ارتد عنها منزعجا. نظر نحو العجوز فرآه مغمض العينين مطروح الرأس إلى ظهر الفوتيل. قطب حانقا، ولكنه لم يتخل عن مجلسه. جاءه الصوت البارد يقول معنفا: لا ترتكب فضائح أمام الباب المغلق!
قام الصديق متعثرا. عاد إلى مجلسه حانقا. فتح العجوز عينيه فتلقى نظرة الفتاة الثابتة. تبادلا نظرة طويلة دسمة. ابتسما معا. قام العجوز وهو يقول: أعصابك مرهقة يا ابنتي.
جلس إلى جانبها. تناول يدها برقة فوضعها بين يديه المدبوغتين، قال: ما أحوجك إلى راحة طويلة!
جذبها بلطف فاستسلمت له حتى أجلسها على فخذه وهو يهمس: كما كنت تجلسين وأنت صغيرة.
ثم وهو يربت على خدها: رحم الله أباك.
فقال الصديق بغضب: وضع غير لائق.
فقال العجوز: كل شيء في وضعه! - ألا ترى أنها لم تعد صغيرة بعد؟
अज्ञात पृष्ठ