وأسند رأس الشاب إلى الباب وهتف: يا طبيب القلوب الكسيرة، إليك ابني المسكين، فقد في حادث بصره، فتوقف في سبيل الرزق سعيه، وأعيا الأطباء شفاؤه، اشمله بنفحة من بركتك ...
هم الرجال الثلاثة بالذهاب مرة أخرى لولا صرخة ندت عن الشاب الضرير، وهتف الشاب.
فسأله العجوز: ما لك يا بني؟ - أسمع صوتا! - أي صوت يا بني؟ - صوت طبيب القلوب الكسيرة ولا صوت غيره!
تبادل الرجال الثلاثة نظرة قلقة. ألصق العجوز أذنه بالباب ثم تساءل: ماذا سمعت يا بني؟ - نفذ صوته إلى أعماق قلبي ...
وقال الشرطي بحدة: اذهبا اليوم وعودا غدا.
فصاح الشاب: لن أذهب، إنه يناديني!
فقال الشرطي: أنا الشرطي، وأقول لك إنني لا أسمع شيئا ...
فصاح الشاب بأعلى صوت: اسكت، دع صوت الرحمة ينفذ إلى قلبي ... - ولكن ذلك مخالف للقانون! - اسكت، طبيب القلوب يهمس في أذني، تكلم يا طبيب القلوب الكسيرة ...
وجذب صوت الشاب الضرير انتباه بعض الناس فيما بدا، فأخذوا يتقاطرون على الساحة بجلابيبهم الزرق وأقدامهم الحافية. وقفوا ينظرون باهتمام ويتبادلون الهمس. واستشعر الرجال الثلاثة دنو خطر مجهول، فحث الولي وخادم الضريح الشرطي على إنقاذ الموقف قبل أن يستفحل الخطر. ضرب الشرطي الأرض بقدمه وصاح بصوت آمر خشن: أيها الشاب، كف عن الهذيان.
ولكن الشاب صاح بقوة: طبيب القلوب يناديني. - كف عن الهذيان.
अज्ञात पृष्ठ