أعقب كلمته صمت، استمر حتى خرقه رجل الفراش قائلا: شكرا يا سيدي؛ ولكن ثمة أسئلة حائرة أود أن أوجهها إليك.
فقال بهدوء: صناعتي هي الكتابة لا الكلام. - ولكنها أسئلة ملحة يا سيدي. - اكتبها في ورقة وسأجيب عليها كتابة.
وتكرم بإعطائه ورقة وقلما فتناولهما الرجل وسجل أسئلة، ومد بها يده إليه. قرأها الصحفي بعناية ثم سجل بدوره إجاباته عليها، ثم راح يقرؤها: بالنسبة للسؤال الأول الجواب: محتمل.
بالنسبة للسؤال الثاني الجواب: بين بين.
بالنسبة للسؤال الثالث الجواب: نعم ولا.
بالنسبة للسؤال الرابع الجواب: لعل وعسى.
بالنسبة للسؤال الخامس الجواب: إنه سلاح ذو حدين.
بالنسبة للسؤال السادس الجواب: خير الأمور الوسط.
فتمتم رجل الفراش: شكرا يا سيدي.
فرد الصحفي الشكر بهزة من رأسه وانتقل إلى الناحية الأخرى. طوى رجل الفراش الجريدة ثم احتسى آخر رشفة من الشاي، هبط إلى أرض الحجرة، راح يسوي جلباب نومه ويتثاءب. وفي الحال أحدق به جميع الحاضرين بغير استثناء، جعلوا يدورون حوله مرددين مقاطع من أقوالهم السابقة في وقت واحد. تخلل دورانهم طلقات نارية، انفجار قنابل، أزير طيارات، صرخات آدمية. وكلما أتم أحدهم دورته زحف تحت الفراش واختفى، حتى خلت الحجرة ولم يعد يبقى بها سواه. وفتح الباب وظهرت عنده المرأة وهي تتساءل: شربت شايك؟
अज्ञात पृष्ठ