विश्व की मुस्लिम महिलाएँ
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
शैलियों
الزمن مقياس الحياة، ولولا الحياة لما كان الزمن، ولما كان للأشياء بدايات ونهايات.
ونهاية كل أمر بداية أمر آخر، فإذا اضمحلت أمة من الأمم وامحى من صحيفة البقاء كيانها نشأت على أطلالها أمة أخرى وكيان آخر، فكلمة «الزمان» من مخترعات الإنسان، وضعها ليقيس بها الحياة، وليعبر بها عن سلسلة من الوقائع والحوادث والشئون، طويلة الأمد مختلفة الحلقات، فلهذه الكلمة مدلول وليس لها وجود.
وحياة كل امرئ زمان قائم بنفسه ونهاية زمنه بداية لحياة أخرى.
هاكم شجرة الدر التي نقص اليوم سيرتها الغريبة؛ فقد كان بدء حكمها نهاية زمن جليل وعصر عظيم، أجل، فهي بدأت حكمها عندما أفل نجم حكومة الأيوبيين العظام، وقد كان انبثاق هذا النور فوق أطلال الحكومة الأيوبية أول نجمة من نجوم الأمل في سماء دولة المماليك، لقد أنارت تلك الشرارة عصرها، فكانت شجرة الدر حلقة الاتصال بين الأيوبيين والمماليك وتمكنت بمهارتها من إظهار شخصية ذات رونق وجلال.
مصائب قوم عند قوم فوائد، كانت شجرة الدر ناصية مؤثرة بين مخدرات الإسلام، فهي فتاة تركية عالية القدر، جميلة الصورة جذابة الملامح، ذات فراسة وتدبير، على علم واسع ومعرفة تامة، لها عزيمة ماضية وجأش ثابت، فاشتهر أمرها وطار صيتها في أقاصي البلاد والأمصار.
وإذا استثنينا بلاد الهند، فهي المرأة الأولى في الإسلام التي تقلدت الملك وأدارت دفة الحكم بمهارة ودراية، لم يكن من المألوف المعهود في بلاد الشرق أن تحكم المرأة وتتولى زمام بلادها بنفسها مباشرة؛ ولذلك كثيرا ما قرأت قصة حياتها مشفوعة بالاستغراب بين طيات بعض الرسائل والمخطوطات، والدهشة التي تملكت قلوب كاتبيها من أن امرأة تتوصل إلى الحكم بلقب الملكة عصمة الدين.
إن وصولها إلى أمر كهذا غير مألوف من أبناء قومها دليل فطنة ودراية وذكاء فائق الحد، أجل، فمن من النساء المسلمات توصلت إلى ضرب النقود وقراءة الخطب على المنابر باسمها؟
كانت في أول أمرها جارية ظريفة يحبها الصالح نجم الدين الملك السابع في حكومة الأيوبيين، فولدت له غلاما سمي خليلا، وتزوجها بعد ذلك وأشركها في الحكم، كان الملك الصالح يجلها ويخصها بالاحترام ولقد أظهرت قدرة خارقة للعادة في إدارة الأمور، أدهشت معاصريها.
شاركت شجرة الدر زوجها في إدارة الحكم منذ كان وليا للعهد، يحكم دمشق من قبل أبيه «الكامل» فأمدته برأيها وأعانته بفكرها وكانت الزوجة الصالحة، شريكة العمر وصديقة الحياة، فبدأ يشعر بقيمة هذه المعونة الأدبية ويقدرها حق قدرها ويسر بها.
1
अज्ञात पृष्ठ