विश्व की मुस्लिम महिलाएँ
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
शैलियों
وما كادت تلك الروح الشريفة تصعد إلى بارئها، حتى علا النحيب واشتد بكاء من في الدار، فأرسلت أم سلمة جارية لها تستوضح الأمر، وما كادت تنقلب إليها بالخبر المشئوم حتى بكت هي أيضا ثم قالت: «كانت عائشة من أحب الناس إلى الرسول بعد أبيها الصديق.»
توفيت إلى رحمة ربها في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان المكرم، ودفنت في تلك الليلة ومشى جميع أهل المدينة في جنازتها، وقد صلى عليها أبو هريرة - رضي الله عنه، أما الذين نزلوا قبرها فهم عبد الله وقاسم ولدا محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن، وعروة وعبد الله ولدا الزبير - رضي الله عنهم.
ماتت هذه السيدة الفاضلة عن خدمات جليلة وحسنات شهيرة حببتها إلى الأمة الإسلامية، فخلفت العالم وراءها في ظلام دامس لا مثيل له.
شعر أهل المدينة بعظيم رزئهم وجليل خطبهم كما أحسوا بيتم حالهم بعد أفول تلك النجمة العالية من بينهم، فبكاها الكل، بكاها الرجال قبل النساء، والشيوخ قبل الشباب؛ إذ كانت قد شملتهم جميعا بأردية فضلها وأغطية برها وخيراتها.
إن المخدرات الإسلامية في تلك الأزمان السعيدة؛ أي من بدء عهد الإسلام، كن قد ارتقين إلى مستوى عصرهن الراقي فوهبن أنفسهن العالية إلى أعمال الخير والفضل حتى النفس الأخير، فكان عمر إحداهن عصرا قائما بنفسه، وترجمة حياة الواحدة منهن صفحة جليلة من صفحات التاريخ، ولقد سطعن في سمائه ببهجة وإيناس كما كن الشهب الثاقبة في سماء الإسلام في العهد القصير الذي تلألأت فيه أنوارهن الباهرة.
لاحت أنوارهن زمنا قصيرا في سماء الإسلام، شأن كواكب الأسحار، إلا أننا ما زلنا نلمس آثار وميضهن في طيات الصحف، وهذا ما يبعث فينا الأمل والسرور، فها نحن أولاء نبدأ اليوم، بفضل تلك الأنوار والإسلام في محنته وقتامه، يملؤنا الشعور والأمل بأن نخلف بعدنا صحائف خالدة مثل صحائفهن.
العباسة بنت المهدي
الفصل الأول
أي قارئي العزيز!
لو سرحت الطرف في حدائق الأدب الإفرنجي، مفكرا في أشعارهم العالية، مدققا النظر في آدابهم النفيسة ومؤلفاتهم القيمة وما يتخللها من مزايا ومآثر وما تتضمنها من درر ألفاظ وغوالي حكم، ممتعا نفسك بعبير الذكريات القديمة المتضوعة من جوانبها تعلم وتشعر بأن لكل أمة من الأمم وقائع خاصة بها، وحوادث اشتهرت عنها تتمشى مع طبيعتها الشعرية وتمتزج بحالتها الروحية.
अज्ञात पृष्ठ