विश्व की मुस्लिम महिलाएँ
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
शैलियों
كان لا يزيد إذ ذاك عن الخامسة والعشرين، لكنه كان إذا تكلم خلته شيخا دربته الأيام وحنكته التجارب، وعندما وصلوا في طريقهم إلى مقربة من موقع يقال له «سوق بصرى» أناخ الركب ليستريح من وعثاء السفر، فانتحى النبي
صلى الله عليه وسلم
ظلال شجرة قريبة من موقعهم وجعل يجيل نظره فيما حوله متأملا متفرجا، فتركه ميسرة ليزور بعض معارفه في المدينة، وبينا هو في الطريق إذا براهب من تلك الجهة يدعى نسطورا اقترب إليه وحياه سائلا عن الشخص الجالس تحت ظلال الشجرة فقال: من قريش من أهل الحرم. فأجاب الراهب: لا ينزل تحت هذه الشجرة إلا الأنبياء، أفي عينيه حمرة؟ - نعم.
فهرول الراهب نحو النبي وهو يردد قوله: ليتني أدرك وقت نبوته.
وعندما اقترب منه تأمله طويلا ثم عاين النقطة التي بين كتفيه وهي علامة النبوة، وقفل بعد ذلك إلى صومعته مسحورا مأخوذ اللب على أثر ما وقف عليه وما تحققه من أن فتى القوم المتفيئ ظلال الشجرة هو خاتم النبيين المنتظر. •••
ثم نرى النبي
صلى الله عليه وسلم
بعد هذه الحادثة الهامة منهمكا في تجارته منصرفا إلى بيع ما بين يديه بدراية ونشاط يعودان عليه بربح طائل فوق ما كان يرجو ويؤمل.
لم تكن هذه المرة الأولى في تجارته، بل سافر قبلها مرتين في تجارة ومعه عمه أبو طالب، إلا أنه لم يربح فيها قدر الذي ربحه هذه الدفعة، فسر من فوزه سرورا عظيما حيث علم أنه يعود إلى خديجة التي تلطفت معه كثيرا بربح وافر يقوم لديها مقام الذي أسدته إليه، فأسرع بالعودة إلى مكة ليزف إليها هذه البشرى، غير أن الإبل كانت قد أنهكها السير وأصبح اثنتان منها لا تقويان على الاستمرار مع الركب، فلا مناص من الإناخة ريثما تستعيدان قواهما، فأسقط في يد ميسرة ولم يدر ماذا يصنع لأنه أراد التعجيل بالعودة حيث كان يرى أنهم تأخروا كثيرا عن ميعاد عودتهم.
رأى النبي وهو يراقب القوم بسكون وهدوء ما هم عليه من ارتباك وقلق، فقام نحو الإبل ووضع يده الطاهرة على الناقتين التعبتين وقرأ بعض الأدعية، وما كاد ينتهي من دعائه حتى انتفضتا متأثرتين بمقناطيسية خارقة للعادة ودبت فيهما
अज्ञात पृष्ठ