विश्व की मुस्लिम महिलाएँ
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
शैलियों
تم الأمر كما أرادت صبيحة وكما شاء ابن أبي عامر والمصحفي وظهرت الأميرة على مسرح الحكم علنا؛
1
إذ كانت الآن تحكم باسم الخليفة ابنها؛ لأنها أصبحت الوصية عليه فكان اليوم يومها والزمان زمانها، كانت الحاكمة المدبرة لكل أمر منذ عشر سنوات إلا أنها كانت تحكم من وراء ستار، وكان لها نفوذ واسع ولكنه نفوذ عار عن الصبغة الشرعية، أما الآن فقد استكملت نفوذها وظهرت بمظهر الوصية، صاحبة الأمر والنهي.
أخذت في دورها العملي تنظر في قرارات المجلس الأعلى وتبحث عن الوسائل المؤدية لاستتباب الأمن في ربوع الأندلس، وكان من أول أعمالها تخفيض الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهل الأهالي مما جعلها محبوبة لدى الشعب مرعية الجانب لدى الخواص؛ لأن رجال الدولة لم يقع اختيارهم عليها كوصية عبثا؛ بل لأنها كانت مشهورة بينهم بذكائها، معروفة لديهم بحسن درايتها في سياسة البلاد.
2
كتب التاريخ المصورة لتلك الأيام مشحونة بذكر سجاياها وسرد فضائلها ومزاياها، أما شعراء عهدها فقد نظموا لها عقود مدح سارت بذكرها الركبان، وشبهوها بالنجوم وأعلوا قدرها إلى السماكين حتى طبقت شهرتها كل ربوع الأندلس.
كل شيء في تاريخ حياتها جميل ظريف، سوى أمر واحد يؤسف له جد الأسف، هو عدم كتابة خواطرها في مذكرات تعبر عما كان يخالجها من المشاعر والإحساسات في الظروف المختلفة التي تقلبت أثناءها، لو كتبت مثل هذه الخواطر فمن يدري أي الأساليب الشعرية الخالدة وأي المعاني السامية الخلابة كنا نجده فيها ، كنا نجد لذة في تصفح حياة تلك الأميرة، وهي تروض النفس في حدائق قصر الزهراء وتفكر في ماضيها، هل كانت تتأثر الآن بذكر لياليها الغرامية التي قضتها مع الحكم في نفس ذلك المكان؟
هل تذكر الآن أيام شبابها وتلك السويعات السعيدة التي كانت تشعر فيها بمحبة الحكم لها؟ وهل لتلك الأويقات أثر في نفسها أو هي نسيت حتى الأيام التي كانت فيها تتغنى بين تلك الخمائل والأفنان؟
لو كانت لها مذكرات لكنا علمنا في أي مركز إحساسها الآن، أو كنا علمنا فيما تفكر وهي تمر في طرقات تلك الحدائق.
هل كانت أفكارها معطوفة إلى المستقبل أو أنها تحترم الماضي أيضا فتلتفت إليه من حين لآخر؟ من يمكنه إدراك ما في خفايا هذه المرأة المتعلمة القادرة ومن يعلم وجهة أفكارها الآن؟ ربما كانت تحسب ضحاياها، وربما كانت تتأمل في حسن طالعها، وربما كانت الآن تقلب صفحات حياتها الصفحة بعد الأخرى بلا قيد ولا روية.
अज्ञात पृष्ठ