विश्व की मुस्लिम महिलाएँ
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
शैलियों
سألها سفيان الثوري أيضا وكان من كبار المتصوفين في عصره: كيف هو إيمانك يا رابعة؟ وكم هو مبلغ اعتقادك بالله تعالى؟ فأجابته تاج الرجال: «لا أعبد ربي خوفا من ناره أو شوقا لجنته، وإنما أعبده لمحض المحبة والإخلاص.» ثم أخذت تناجي ربها بهذه الكلمات:
9 «إلهي أحبك لوجهين: لحبي وهيامي لك ولأنك أهل للمحبة والعبادة، فباشتياقي ومحبتي أذكر اسمك وأشغل بذاتك العلية، وبأهليتك للمحبة أنال من لدنك مرتبة المشاهدة، فلا يقف حمدك وثناؤك لأمر منهما، وإنما لك الشكر ومنك الفضل للحالين.»
وكان كفنها وهو عباءة من الصوف لم يزل موضوعا أمامها تستصحبه معها أينما ذهبت، وعندما اقتربت منيتها وشعرت بالوفاة طلبت «عبدة بنت أبي شوال»، وقد كانت صديقة مخلصة لها فأوصتها بأن يكفنوها
10
بتلك العباءة، فلما ماتت عملت بوصيتها فرأتها في المنام بعد دفنها بعام برداء أخضر وغطاء أخضر على رأسها، فقالت لها متعجبة: ماذا صنعت بكفنك الصوف؟ فأجابتها: قد عوضني الله عنه بهذه الثياب كما ترين. •••
وكان موتها عام 135 هجرية، وقبرها في رأس جبل الطور شرقي القدس يزوره الناس حتى اليوم.
وإن القارئ يرى من خلال ما شرحناه أنها - رحمها الله - شخصية غريبة ذات مزايا انفردت بها من بين ربات الخدور في العصر الإسلامي، كما كانت مثالا نادرا للتصوف والزهد والخشوع، عمرت ثمانين سنة كانت فيها مثال الكمال والعمل على التدرج الروحي، ضحت دنياها لقاء أخراها؛ إذ كانت تستطيع أن تعيش مرفهة منعمة كمعاصريها، ولكنها لازمت الفقر والضرورة وأنواع العذاب والمشقة لمحو كل عاطفة دنيوية من نفسها.
لا يمكن الوصول إلى درجة الكمال التي وصلت إليها رابعة؛ إذ يصعب تضحية دنيانا لأجل آخرتنا في مثل هذا العصر الذي اشتدت فيه الرغبة في الحياة والصدوف عما سواها، وإنما لو اتخذنا من حياتها اليومية دستورا ننسج على منواله نزيد في تدرجنا الروحي ورقينا الكمالي!
لو أننا فهمنا أوامر النبي وتعاليمه التي جاء بها منذ أربعة عشر قرنا لعملنا للدنيا والآخرة معا، ولكنا ارتقينا نحو ذرى الكمال.
الخنساء
अज्ञात पृष्ठ