بسم الله الرّحمن الرّحيم
ربّ تمّم بالخير
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سألني من لا يسعني مخالفته أن ألحق بمقدّمتي في الإعراب مقدّمة في التّصريف على نحوها ومقدّمة في الخط، فأجبته سائلا متضرعا أن ينفع بهما كما نفع بأختهما، والله الموفّق.
[تعريف التّصريف]:
التّصريف علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم الّتي ليست بإعراب.
[أنواع الأبنية]:
وأبنية الاسم الأصول ثلاثيّة ورباعيّة وخماسيّة.
وأبنية الفعل ثلاثيّة ورباعيّة.
[الميزان الصّرفيّ]:
ويعبّر عنها بالفاء والعين واللام وما زاد بلام ثانية وثالثة، ويعبّر عن الزائد بلفظه، إلاّ المبدل من تاء الافتعال فإنّه بالتاء، وإلاّ المكرّر للإلحاق أو لغيره فإنّه بما تقدّمه وإن كان من حروف الزيادة، إلاّ بثبت، ومن ثمّ كان (حلتيت) فعليلا لا فعليتا، و(سحنون) و(عثنون) فعلولا لا فعلونا لذلك ولعدمه، و(سحنون) إن صحّ الفتح ففعلون لا فعلول ك (حمدون)، وهو مختصّ بالعلم؛ لندور فعلول وهو (صعفوق)، و(خرنوب) ضعيف، و(سمنان) فعلان، و(خزعال) نادر، و(بطنان) فعلان، و(قرطاس) ضعيف، مع أنّه نقيض (ظهران) (١).
_________
(١) الحلتيت: نبات، يخرج في أصول ورقه صمغ، سحنون: طائر، وقد ورد علما، العثنون: شعيرات تكون تحت حنك البعير، صعفوق: اسم أعجمي، الخرنوب: اسم شجر، سمنان: موضع قرب اليمامة، الخزعال: العرج، البطنان: جمع بطن، وهو اسم لظاهر الريش، ظهران: جمع ظهر، اسم لظاهر الريش.
1 / 59
ثمّ إن كان قلب في الموزون قلبت الزّنة مثله، كقولك في (آدر): أعفل (١).
[القلب المكاني]:
ويعرف القلب بأصله، ك (ناء يناء) مع (النأي).
وبأمثلة اشتقاقه، ك (الجاه) و(الحادي) و(القسيّ).
وبصحّته، ك (أيس).
وبقلّة استعماله، ك (آرام) و(آدر).
وبأداء تركه إلى همزتين عند الخليل، نحو (جاء)، أو إلى منع الصّرف بغير علّة على الأصحّ، نحو (أشياء) فإنّها لفعاء، وقال الكسائيّ: أفعال، وقال الفرّاء: أفعاء وأصلها أفعلاء (٢).
وكذلك الحذف، كقولك في (قاض): فاع، إلاّ أن يبين فيهما.
[الصحيح والمعتل]:
وتنقسم إلى صحيح ومعتل:
فالمعتلّ ما فيه حرف علة، والصحيح بخلافه.
فالمعتل بالفاء مثال، وبالعين أجوف وذو الثلاثة، وباللام منقوص وذو الأربعة، وبالفاء والعين أو بالعين واللام لفيف مقرون، وبالفاء واللام لفيف مفروق.
[أبنية الاسم الثلاثي المجرد]:
وللاسم الثلاثيّ المجرّد عشرة أبنية، والقسمة تقتضي اثني عشر، سقط منها (فعل) و(فعل) استثقالا، وجعل (الدّئل) منقولا، و(الحبك) إن ثبت فعلى تداخل اللّغتين في حرفي الكلمة، وهي:
فلس وفرس وكتف وعضد.
وحبر وعنب وإبل.
وقفل وصرد وعنق.
_________
(١) آدر: جمع دار، مقلوب (أدؤر).
(٢) أقوال العلماء في وزن (أشياء) مبسوطة في المسألة الثامنة عشرة بعد المائة من كتاب الإنصاف ٢/ ٨١٢.
1 / 60
[ردّ بعض الأبنية إلى بعض]:
وقد يردّ بعض إلى بعض، ففعل ممّا ثانيه حرف حلق، ك (فخذ) يجوز فيه: فخذ وفخذ وفخذ، وكذلك الفعل ك (شهد)، ونحو (كتف) يجوز فيه كتف وكتف، ونحو (عضد) يجوز فيه عضد، ونحو (عنق) يجوز فيه عنق، ونحو (إبل) و(بلز) يجوز فيهما إبل وبلز، ولا ثالث لهما، ونحو (قفل) يجوز فيه قفل على رأي؛ لمجيء عسر ويسر.
[أبنية الاسم الرباعيّ المجرّد]:
وللرّباعيّ المجرّد خمسة: جعفر، وزبرج، وبرثن، ودرهم، وقمطر (١).
وزاد الأخفش نحو جخدب (٢).
وأمّا جندل وعلبط (٣)، فتوالي الحركات حملهما على باب جنادل وعلابط.
[أبنية الاسم الخماسيّ المجرّد]:
وللخماسيّ المجرّد أربعة: سفرجل، وقرطعب، وجحمرش، وقذعمل (٤).
[أبنية الاسم المزيد فيه]:
وللمزيد فيه أبنية كثيرة، ولم يجئ في الخماسيّ إلاّ: عضرفوط، وخزعبيل، وقرطبوس وقبعثرى، وخندريس، على الأكثر (٥).
[أحوال الأبنية]
وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة، كالماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبّهة، وأفعل التّفضيل، والمصدر، واسمي الزّمان والمكان،
_________
(١) الزّبرج: الزينة من وشي أو جوهر ونحو ذلك، البرثن: مخلب الأسد، وقيل: هو للسبع كالأصبع للإنسان، القمطر: الجمل القوي السريع، ومن الناس: القصير الضخم.
(٢) الجخدب والجخدب: الضخم الغليظ من الرجال والجمال.
(٣) الجندل: الجنادل، وقيل: المكان الغليظ فيه حجارة، علبط: رجل علبط وعلابط: ضخم عظيم، وصدر علبط: عظيم، وقيل: كل غليظ علبط، والعلبط والعلابط: القطيع من الغنم.
(٤) قرطعب: ما عليه قرطعبة أي قطعة خرقة، الجحمرش: من النساء: الثقيلة السمجة، أو العجوز الكبيرة، ومن الإبل: الكبيرة السن، وأفعى جحمرش: خشناء غليظة، القذعمل: القصير الضخم من الإبل.
(٥) العضرفوط: دويبة بيضاء ناعمة، وقيل: هو ضرب من العظاء، الخزعبيل: الباطل، والأحاديث المستظرفة، القرطبوس: الناقة العظيمة الشديدة، وبفتح القاف: الداهية، الخندريس: الخمر القديمة.
1 / 61
والآلة، والمصغّر، والمنسوب، والجمع، والتقاء السّاكنين، والابتداء، والوقف.
وقد تكون للتّوسّع، كالمقصور، والممدود، وذي الزّيادة.
وقد تكون للمجانسة، كالإمالة.
وقد تكون للاستثقال، كتخفيف الهمزة، والإعلال، والإبدال، والإدغام، والحذف.
الماضي
[أبنية الفعل الثلاثي المجرّد]:
للثّلاثيّ المجرّد ثلاثة أبنية: فعل، وفعل، وفعل، نحو: ضربه وقتله وجلس وقعد، وشربه وومقه وفرح ووثق، وكرم.
[أبنية الفعل الثلاثي المزيد]:
وللمزيد فيه خمسة وعشرون:
ملحق ب (دحرج)، نحو: شملل (١)، وحوقل، وبيطر، وجهور، وقلنس، وقلسى.
وملحق ب (تدحرج)، نحو: تجلبب، وتجورب، وتشيطن، وترهوك (٢)، وتمسكن، وتغافل، وتكلّم.
وملحق ب (احرنجم) (٣)، نحو: اقعنسس، واسلنقى (٤).
وغير ملحق، نحو: أخرج، وجرّب، وقاتل، وانطلق، واقتدر، واستخرج، واشهابّ، واشهبّ، واغدودن، واعلوّط (٥).
و(استكان) قيل: افتعل من السّكون فالمدّ شادّ، وقيل: استفعل من (كان) فالمدّ قياسيّ.
ففعل لمعان كثيرة، وباب المغالبة يبنى على فعلته أفعله بالضم، نحو: كارمني فكرمته
_________
(١) شملل: أسرع.
(٢) ترهوك: من التّرهوك، وهو مشي الذي كأنه يموج في مشيته.
(٣) احرنجم، يقال: حرجمت الإبل فاحرنجمت، إذا رددتها فارتدّ بعضها على بعض واجتمعت، احرنجمت الإبل: اجتمعت وبركت، واحرنجم الرجل: أراد الأمر ثم كذّب عنه.
(٤) اقعنسس: تأخّر ورجع إلى خلف، اسلنقى: نام على ظهره.
(٥) اغدودن الشّعر: طال وتمّ، اعلوّط: الاعلوّاط: ركوب الرأس والتقحّم على الأمور بغير روية، وقيل: الاعلوّاط: ركوب العنق والتقحم على الشيء من فوق، واعلوّط بعيره إذا تعلق بعنقه وعلاه.
1 / 62
أكرمه، إلاّ باب (وعدت) و(بعت) و(رميت) فإنّه أفعله بالكسر، وعن الكسائيّ في نحو:
شاعرته فشعرته (أشعره) بالفتح.
وفعل يكثر فيه العلل والأحزان وأضدادها، كسقم ومرض وبرئ وحزن وفرح.
وتجيء الألوان والعيوب والحلي كلها عليه، وقد جاء: أدم، وسمر، وعجف، وحمق، وخرق، وعجم، ورعن، بالكسر والضّمّ.
وفعل لأفعال الطّبائع ونحوها، كحسن، وقبح، وكبر، وصغر، فمن ثمّ كان لازما.
وشذّ (رحبتك الدّار)، أي رحبت بك.
وأمّا باب (سدته) فالصّحيح أنّ الضّمّ لبيان بنات الواو، لا للنّقل، وكذلك باب (بعته)، وراعوا في باب (خفت) بيان البنية.
وأفعل للتّعدية غالبا، نحو: أجلسته، وللتّعريض، نحو: أبعته، ولصيرورته ذا كذا، نحو: أغدّ البعير، ومنه: أحصد الزّرع، ولوجوده على صفة، نحو: أحمدته، وأبخلته، وللسّلب، نحو: أشكيته، وبمعنى فعل، نحو: قلته وأقلته.
وفعّل للتّكثير غالبا، نحو: غلّقت، وقطّعت، وجوّلت، وطوّفت، وموّت المال، أو للتّعدية، نحو: فرّحته، ومنه (فسّقته)، وللسّلب، نحو: جلّدت البعير، وقرّدته، وبمعنى فعل، نحو: زلته وزيّلته.
وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلّقا بالآخر للمشاركة صريحا، فيجيء العكس ضمنا، نحو: ضاربته، وشاركته، ومن ثمّ جاء غير المتعدّي متعدّيا، نحو: كارمته، وشاعرته، والمتعدّي إلى واحد مغاير للمفاعل متعدّيا إلى اثنين، نحو: جاذبته الثّوب، بخلاف: شاتمته، وبمعنى فعّل، نحو: ضاعفت، وبمعنى فعل، نحو: سافرت.
وتفاعل لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا، نحو: تشاركا، ومن ثمّ نقص مفعولا عن فاعل، وليدلّ على أنّ الفاعل أظهر أنّ أصله حاصل له وهو منتف، نحو:
تجاهل، وتغافل، وبمعنى فعل، نحو: توانيت، ومطاوع فاعل، نحو: باعدته فتباعد.
وتفعّل لمطاوعة فعل، نحو: كسّرته فتكسّر، وللتّكلّف، نحو: تشجّع، وتحلّم، وللاتّخاذ، نحو: توسّد، وللتّجنّب، نحو: تأثّم، وتحرّج، وللعمل المتكرّر في مهلة، نحو:
تجرّعته، ومنه: تفهّم، وبمعنى استفعل، نحو: تكبّر، وتعظّم.
1 / 63
وانفعل لازم مطاوع فعل، نحو: كسرته فانكسر، وقد جاء مطاوع أفعل، نحو:
أسفقته (١) فانسفق، وأزعجته فانزعج، قليلا، ويختصّ بالعلاج والتّأثير، ومن ثمّ قيل: (انعدم) خطأ.
وافتعل للمطاوعة غالبا، نحو: غممته فاغتمّ، وللاتّخاذ، نحو: اشتوى، وللمفاعلة، نحو: اجتوروا، واختصموا، وللتّصرّف، نحو: اكتسب.
واستفعل للسّؤال غالبا، إمّا صريحا نحو: استكتبته، أو تقديرا نحو: استخرجته، وللتّحوّل، نحو: استحجر الطّين، و[من الكامل]:
. . . ... إنّ البغاث بأرضنا يستنسر (٢)
وبمعنى فعل، نحو: قرّ واستقرّ.
[بناء الفعل الرّباعيّ]:
وللرّباعيّ المجرّد بناء واحد، نحو: دحرجته، ودربخ، أي ذلّ.
وللمزيد فيه ثلاثة، نحو: تدحرج، واحرنجم، واقشعرّ، وهي لازمة.
المضارع
المضارع بزيادة حرف المضارعة على الماضي.
فإن كان مجرّدا على فعل كسرت عينه أو ضمّت، أو فتحت إن كان العين أو اللاّم حرف حلق غير ألف، وشذّ (أبى يأبى)، وأمّا (قلى يقلي) فعامريّة، و(ركن يركن) من التّداخل.
ولزموا الضّمّ في الأجوف بالواو، والمنقوص بها، والكسر فيهما بالياء، ومن قال: طوّحت وأطوح، وتوّهت وأتوه، ف (طاح يطيح) و(تاه يتيه) شاذّ عنده، أو من التّداخل.
_________
(١) سفق الباب-من باب ضرب-وأسفقه: ردّه.
(٢) قال في مجمع الأمثال ١/ ١٠: البغاث ضرب من الطّير، وفيه ثلاث لغات: الفتح والضّمّ والكسر، والجمع بغثان، قالوا: هو طير دون الرّخمة، واستنسر: صار كالنسر في القوّة عند الصّيد بعد أن كان من ضعاف الطّير، يضرب للضّعيف يصير قويّا وللذّليل يعزّ بعد الذّلّ.
1 / 64
ولم يضمّوا في المثال، و(وجد يجد) ضعيف، ولزموا الضّمّ في المضاعف المتعدّي، نحو: يشدّ ويمدّ، وجاء بالكسر في يشدّه، ويعلّه، وينمّه، ويبتّه، ولزموه في (حبّه يحبّه)، وهو قليل.
وإن كان على فعل فتحت عينه، أو كسرت إن كان مثالا، وطيّئ تقول في باب (بقي يبقى): (بقى يبقى)، وأمّا (فضل يفضل) و(نعم ينعم) فمن التّداخل.
وإن كان على فعل ضمّت عينه.
وإن كان غير ذلك كسر ما قبل الآخر ما لم يكن أوّل ماضيه تاء زائدة، نحو: تعلّم، وتجاهل، فلا يغيّر، أو لم تكن اللاّم مكرّرة، نحو: احمرّ واحمارّ، فتدغم.
ومن ثمّ كان أصل مضارع أفعل: يؤفعل، إلاّ أنّه رفض لما لزم من توالي همزتين في المتكلّم، فخفّف الجميع، وقوله [من الرجز]:
فإنّه أهل لأن يؤكرما (١)
شاذّ.
والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، وأفعل التفضيل، تقدّمت.
الصّفة المشبّهة
من نحو فرح على (فرح) غالبا، وقد جاء معه في بعضها الضّمّ، نحو: ندس، وحذر، وعجل، وجاءت على: سليم، وشكس (٢)، وحرّ، وصفر، وغيور.
ومن الألوان والعيوب والحلي على أفعل.
ومن نحو كرم على كريم غالبا، وجاءت على: خشن، وحسن، وصعب، وصلب، وجبان، وشجاع، ووقور، وجنب.
_________
(١) هو لأبي حيان الفقعسي، والشاهد فيه قوله: (يؤكرم)، قال الأنباري في الإنصاف ١/ ٢٣٩: "فحذفوا الهمزة وإن لم يجتمع فيها همزتان حملا على (أكرم)؛ ليجرى الباب على سنن واحد، ولا يدلّ ذلك على أنّها مشتقّة من (أكرم).
(٢) في مختار الصحاح: رجل شكس بوزن فلس، أي صعب الخلق، وقوم شكس بوزن قفل، وبابه سلم، وحكى الفرّاء: رجل شكس بكسر الكاف، وهو القياس. اه، وفي القاموس المحيط على مثال ندس وكتف بمعنى الصعب الخلق، وقد شكس، ك (كرم)، والشّكس: البخيل.
1 / 65
وهي من فعل قليلة، وقد جاء نحو: حريص، وأشيب، وضيّق.
وتجيء من الجميع بمعنى الجوع والعطش وضدّهما على فعلان، نحو: جوعان، وشبعان، وعطشان، وريّان.
المصدر
[المصدر من الثلاثي المجرّد]:
أبنية الثّلاثيّ المجرّد كثيرة، نحو:
قتل، وفسق، وشغل، ورحمة، ونشدة، وكدرة، ودعوى، وذكرى، وبشرى، وليان (١)، وحرمان، وغفران، ونزوان، وطلب، وخنق (٢)، وصغر، وهدى، وغلبة، وسرقة، وذهاب، وصراف (٣)، وسؤال، وزهادة، ودراية، ودخول، وقبول، ووجيف (٤)، وصهوبة، ومدخل، ومرجع، ومسعاة، ومحمدة، وبغاية، وكراهية.
إلاّ أنّ الغالب في فعل اللاّزم نحو ركع على ركوع، وفي المتعدّي نحو ضرب على ضرب، وفي الصنّائع ونحوها نحو كتب على كتابة، وفي الاضطراب نحو خفق على خفقان، وفي الأصوات نحو صرخ على صراخ.
وقال الفرّاء: إذا جاءك فعل ممّا لم يسمع مصدره فاجعله (فعلا) للحجاز، و(فعولا) لنجد.
ونحو هدى وقرى مختصّ بالمنقوص.
ونحو طلب مختصّ بيفعل، إلاّ جلب الجرح (٥)، والغلب.
وفعل اللاّزم نحو فرح على فرح، والمتعدّي نحو جهل على جهل، وفي الألوان والعيوب نحو سمر وأدم على سمرة وأدمة.
وفعل نحو كرم على كرامة غالبا، وعظم كثيرا، وكرم نحوه.
_________
(١) الليان مفتوح مخفّف، على وزن (سحاب): رخاء العيش.
(٢) الخنق بكسر النون: مصدر خنقه يخنقه.
(٣) يقال: صرفت الكلبة صروفا وصرافا: اشتهت الفحل.
(٤) وجف يجف وجفا ووجيفا ووجوفا: اضطرب.
(٥) جلب الجرح: برئ.
1 / 66
[المصدر من الثّلاثيّ المزيد والرّباعيّ]:
والمزيد فيه والرّباعيّ قياس، فنحو أكرم على إكرام، ونحو كرّم على تكريم وتكرمة، وجاء: كذاب وكذّاب، والتزموا الحذف والتّعويض في نحو: تعزية، وإجازة، واستجازة.
ونحو ضارب على مضاربة وضراب، ومرّاء شادّ، وجاء: قيتال، ونحو تكرّم على تكرّم، وجاء: تملاّق (١)، والباقي واضح، ونحو: التّرداد، والتّجوال، والحثّيثى، والرّمّيّا للتكثير.
المصدر الميمي
ويجيء المصدر من الثّلاثيّ المجرّد أيضا على مفعل قياسا مطّردا، ك (مقتل)، و(مضرب)، وأمّا: مكرم ومعون-ولا غيرهما-فنادران، حتّى جعلهما الفرّاء جمعا لمكرمة ومعونة.
ومن غيره جاء على زنة المفعول، ك (مخرج)، و(مستخرج)، وكذلك الباقي.
وأمّا ما جاء على مفعول ك (الميسور) و(المعسور) و(المجلود) و(المفتون) فقليل.
وفاعلة ك (العافية) و(العاقبة) و(الباقية) و(الكاذبة) أقل.
ونحو: دحرج على (دحرجة) و(دحراج) بالكسر، ونحو: زلزل على (زلزال) بالفتح والكسر.
اسم المرّة
والمرّة من الثّلاثيّ المجرّد ممّا لا تاء فيه على فعلة، نحو: ضربة، وقتلة.
وما عداه على المصدر المستعمل، نحو: إناخة، فإن لم تكن تاء زدتها.
و(أتيته إتيانة) و(لقيته لقاءة) شاذّ.
اسما الزّمان والمكان
اسما الزمان والمكان ممّا مضارعه مفتوح العين أو مضمومها، ومن المنقوص على مفعل، نحو: مشرب، ومقتل، ومرمى.
_________
(١) تملاّق: مصدر تملّقه وتملّق له، أي تودّد إليه وتلطّف له، والملق: الودّ واللّطف.
1 / 67
ومن مكسورها والمثال على مفعل، نحو: مضرب، وموعد.
وجاء: المنسك، والمجزر، والمنبت، والمطلع، والمشرق، والمغرب، والمفرق، والمسقط، والمسكن، والمرفق، والمسجد، والمنخر.
وأمّا (منخر) ففرع ك (منتن)، ولا غيرهما.
ونحو: المظنّة، والمقبرة-فتحا وضمّا-ليس بقياس.
وما عداه فعلى لفظ المفعول.
اسم الآلة
الآلة على مفعل، ومفعال، ومفعلة، ك (المحلب)، و(المفتاح)، و(المكسحة).
ونحو: المسعط، والمنخل، والمدقّ، والمدهن، والمكحلة، والمحرضة ليس بقياس.
التّصغير
المصغّر: المزيد فيه ليدلّ على تقليل، فالمتمكّن يضمّ أوّله ويفتح ثانيه، وبعدهما ياء ساكنة، ويكسر ما بعدها في الأربعة، إلاّ في تاء التّأنيث، وألفي التّأنيث، والألف والنّون المشبّهتين بهما، وألف أفعال جمعا.
ولا يزاد على أربعة، فلذلك لم يجئ في غيرها إلاّ فعيل، وفعيعل، وفعيعيل، وإذا صغّر الخماسيّ-على ضعفه-فالأولى حذف الخامس، وقيل: ما أشبه الزّائد، وسمع الأخفش (سفيرجل).
ويردّ نحو: باب، وناب، وميزان، وموقظ إلى أصله؛ لذهاب المقتضي، بخلاف: قائم، وتراث، وأدد، وقالوا: عييد؛ لقولهم: أعياد.
فإن كانت مدّة ثانية فالواو، نحو: ضويرب في (ضارب)، وضويريب في (ضيراب).
والاسم على حرفين يردّ محذوفه، تقول في (عدة) و(كل) اسما: وعيدة، وأكيل، وفي (سه) و(مذ) اسما: ستيهة، ومنيذ، وفي (دم) و(حر): دميّ، وحريح، وكذلك باب:
ابن، واسم، وأخت، وبنت، وهنت، بخلاف باب: ميت، وهار، وناس.
1 / 68
وإذا ولي ياء التّصغير واو، أو ألف منقلبة أو زائدة، قلبت ياء، وكذلك الهمزة المنقلبة بعدها، نحو: عريّة، وعصيّة، ورسيلة، وتصحيحه في باب (أسيّد) و(جديّل) قليل، فإن اتّفق اجتماع ثلاث ياءات حذفت الأخيرة نسيا على الأفصح، كقولك في عطاء، وإداوة، وغاوية، ومعاوية: (عطيّ)، و(أديّة)، و(غويّة)، و(معيّة)، وقياس (أحوى): أحيّ، غير منصرف، وعيسى (١) يصرفه، وقال أبو عمرو: أحيّ (٢)، وعلى قياس أسيود: أحيو.
ويزاد للمؤنّث الثّلاثيّ بغير تاء تاء، ك (عيينة)، و(أذينة)، و(عريب)، و(عريس) شاذّ.
بخلاف الرّباعيّ ك (عقيرب)، وقديديمة وو وريّئة شاذّ.
وتحذف ألف التّأنيث المقصورة غير الرابعة، ك (جحيجب) و(حويليّ) في جحجبى وحولايا، وتثبت الممدودة مطلقا ثبوت الثّاني في (بعلبك).
والمدّة الواقعة بعد كسرة التّصغير تنقلب ياء إن لم تكن إيّاها، نحو: مفيتيح، وكريديس، وذو الزّيادتين غيرها من الثّلاثيّ تحذف أقلّهما فائدة، ك (مطيلق) و(مغيلم) و(مضيرب) و(مقيدم) في: منطلق، ومغتلم، ومضارب، ومقدّم، فإن تساويا فمخيّر، ك (قلينسة، وقليسية)، و(حبينط وحبيط)، وذو الثّلاث غيرها تبقى الفضلى منها، ك (مقيعس) في مقعنسس، وتحذف زيادات الرّباعيّ كلّها مطلقا غير المدّة، ك (قشيعر) في مقشعرّ، و(حريجيم) في احرنجام، ويجوز التّعويض عن حذف الزّيادة بمدّة بعد الكسرة فيما ليست فيه، ك (مغيليم) في مغتلم.
ويردّ جمع الكثرة-لا اسم الجمع-إلى جمع قلّته فيصغّر، نحو: غليمة في (غلمان)، أو إلى واحده فيصغّر ثمّ يجمع جمع السّلامة، نحو: غليّمون، ودويرات.
وما جاء على غير ما ذكر، ك (أنيسيان) و(عشيشية) و(أغيلمة) و(أصيبية) شاذّ.
وقولهم: أصيغر منك، ودوين هذا، وفويق هذا لتقليل ما بينهما.
ونحو (ما أحيسنه) شاذّ، والمراد المتعجّب منه، ونحو (جميل) و(كعيت) لطائرين، وكميت للفرس موضوع على التّصغير.
_________
(١) أي: عيسى بن عمر الثقفي (ت ١٤٩ هـ).
(٢) ينظر: المفصّل ص ٢٥١.
1 / 69
وتصغير التّرخيم تحذف منه كلّ الزّوائد ثم يصغّر، ك (حميد) في أحمد.
وخولف بالإشارة والموصول فألحقت قبل آخرهما ياء، وزيدت بعد آخرهما ألف فقيل: ذيّا، وتيّا، واللّذيّا، واللّتيّا، واللّذيّان، واللّتيّان، واللّذيّون، واللّتيّات.
ورفضوا تصغير الضّمائر، ونحو (أين) و(متى) و(من) و(ما) و(حيث) و(منذ) و(مع) و(غير) و(حسبك)، والاسم عاملا عمل الفعل، فمن ثمّ جاز (ضويرب زيد) وامتنع (ضويرب زيدا).
النّسب
المنسوب: الملحق آخره ياء مشدّدة لتدلّ على نسبته إلى المجرّد عنها، وقياسه حذف تاء التّأنيث مطلقا، وزيادة التّثنية والجمع، إلاّ علما قد أعرب بالحركات، فلذلك جاء (قنّسريّ) و(قنّسرينيّ).
ويفتح الثّاني من نحو (نمر) و(الدّئل)، بخلاف (تغلبيّ) على الأفصح.
وتحذف الياء والواو من (فعيلة) و(فعولة) بشرط صحّة العين ونفي التّضعيف، ك (حنفيّ)، و(شنئيّ)، ومن (فعيلة) غير مضاعف، ك (جهنيّ)، بخلاف (طويليّ)، و(شديديّ)، و(سليقيّ) و(سليميّ) في الأزد و(عميري) في كلب شاذّ، و(عبديّ) و(جذميّ) في بني عبيدة وجذيمة أشذّ، و(خريبيّ) شاذّ، و(ثقفيّ) و(قرشيّ) و(فقميّ) في كنانة، و(ملحيّ) في خزاعة شاذّ.
وتحذف الياء من المعتلّ اللاّم من المذكّر والمؤنّث، وتقلب الياء الأخيرة واوا، ك (غنويّ)، و(قصويّ)، و(أمويّ)، وجاء (أميّي)، بخلاف (غنويّ)، و(أمويّ) شاذّ، وأجري (تحويّ) في (تحيّة) مجرى (غنويّ).
وأما نحو (عدوّ) ف (عدوّيّ) اتّفاقا، وفي نحو (عدوّة) قال المبرّد: مثله، وقال سيبويه:
(عدويّ).
وتّحذف الياء الثّانية من نحو (سيّد) و(ميّت) و(مهيميّ) من هيّم، و(طائيّ) شاذّ، فإن كان نحو (مهيّم) تصغير (مهوّم) قيل: مهيّيميّ، بالتّعويض.
وتقلب الألف الأخيرة الثّالثة والرّابعة المنقلبة واوا، ك (عصويّ) و(رحويّ) و(ملهويّ) و(مرمويّ)، ويحذف غيرها ك (حبليّ) و(جمزيّ) و(مراميّ) و(قبعثريّ)، وقد جاء في نحو حبلى (حبلويّ) و(حبلاويّ)، بخلاف نحو (جمزى).
1 / 70
وتقلب الياء الأخيرة الثّالثة المكسور ما قبلها واوا ويفتح ما قبلها، ك (عمويّ) و(شجويّ)، وتحذف الرّابعة على الأفصح ك (قاضيّ)، ويحذف ما سواهما ك (مشتريّ).
وباب محيّ جاء على (محويّ) و(محيّيّ)، ك (أمويّ) و(أميّيّ).
ونحو ظبية وقنية ورقية وغزوة وعروة ورشوة على القياس عند سيبويه، و(زنويّ) و(قرويّ) شاذّ عنده، وقال يونس (١): (ظبويّ) و(غزويّ)، واتّفقا في باب ظبي وغزو، و(بدويّ) شاذّ.
وباب طيّ وحيّ تردّ الأولى إلى أصلها وتفتح، فتقول: (طوويّ) و(حيويّ)، بخلاف (دوّيّ) و(كوّيّ).
وما آخره ياء مشدّدة بعد ثلاثة إن كان في نحو مرميّ قيل: (مرمويّ) و(مرميّ)، وإن كانت زائدة حذفت ك (كرسيّ) و(بخاتيّ) في بخاتيّ، اسم رجل.
وما آخره همزة بعد ألف إن كانت للتّأنيث قلبت واوا، و(صنعانيّ) و(بهرانيّ) و(روحانيّ) و(جلوليّ) و(حروري) شاذّ.
وإن كانت أصليّة ثبتت على الأكثر، ك (قرّائيّ)، وإلاّ فالوجهان ك (كساويّ) و(علباويّ).
وباب سقاية (سقائيّ) بالهمزة، وباب شقاوة (شقاويّ) بالواو، وباب زاي وزاية (زائيّ) و(زاويّ).
وما كان على حرفين إن كان متحرّك الأوسط أصلا والمحذوف اللاّم ولم يعوّض همزة وصل، أو كان المحذوف فاء وهو معتلّ اللاّم وجب ردّه، ك (أبويّ) و(أخويّ)، و(ستهيّ) في ست، و(وشويّ) في شية، وقال الأخفش: (وشييّ) على الأصل.
وإن كانت لامه صحيحة والمحذوف غيرها لم يرد، ك (عديّ) و(زنيّ)، و(سهيّ) في سه، وجاء (عدويّ)، وليس بردّ.
وما سواهما يجوز فيه الأمران، نحو (غديّ) و(غدويّ)، و(ابنيّ) و(بنويّ)، و(حريّ) و(حرحيّ)، وأبو الحسن يسكّن ما أصله السّكون فيقول: (غدويّ)
_________
(١) ينظر: الكتاب ٢/ ٧٤، اللباب ٢/ ١٥١.
1 / 71
و(حرحيّ).
وأخت وبنت كأخ وابن عند سيبويه، وعليه (كلويّ)، وقال يونس: (أختيّ) و(بنتيّ)، وعليه (كلتيّ) و(كلتويّ) و(كلتاويّ).
والمركّب ينسب إلى صدره، ك (بعليّ) و(تأبّطيّ)، و(خمسيّ) في (خمسة عشر) علما، ولا ينسب إليه عددا.
والمضاف إن كان الثّاني مقصودا أصلا كابن الزّبير وأبي عمرو قيل: (زبيريّ) و(عمريّ)، وإن كان كعبد مناف وامرئ القيس قيل: (عبديّ) و(مرئيّ).
والجمع يردّ إلى الواحد، فيقال في كتب وصحف ومساجد وفرائض: (كتابيّ) و(صحفيّ) و(مسجديّ) و(فرضيّ)، وأمّا مساجد علما ف (مساجديّ) ك (أنصاريّ) و(كلابيّ).
وما جاء على غير ما ذكر فشادّ.
وكثر مجيء (فعّال) في الحرف، ك (بتّات) و(عوّاج) و(ثوّاب) و(جمّال)، وجاء (فاعل) أيضا بمعنى (ذي كذا)، ك (تامر) و(لابن) و(دارع) و(نابل)، ومنه ﴿عِيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ (١) و(طاعم كاس) (٢).
الجمع
الثّلاثيّ:
الغالب في نحو فلس على (أفلس) و(فلوس)، وباب ثوب على (أثواب) وجاء (زناد) في غير باب سيل، و(رئلان) و(بطنان) و(غردة) (٣) و(سقف) و(أنجدة) شاذ.
ونحو حمل على (أحمال) و(حمول)، وجاء على (قداح) و(أرجل)، وعلى (صنوان) و(ذؤبان) و(قردة).
ونحو قرء على (أقراء) و(قروء)، وجاء على (قرطة) و(خفاف) و(فلك).
_________
(١) الحاقة/٢١، والقارعة/٧.
(٢) إشارة إلى بيت الحطيئة في هجاء الزّبرقان بن بدر الصحابي، حيث يقول: دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي.
(٣) بطنان: جمع بطن، ويقال: بطنان الجنة، أي وسطها، غردة: جمع مغرود، يقال: أرض مغروداء: كثيرة الكمأة.
1 / 72
وباب عود على (عيدان).
ونحو جمل على (أجمال) و(جمال)، وباب تاج على (تيجان)، وجاء على (ذكور) و(أزمن) و(خربان) و(حملان) و(جيرة) و(حجلى).
ونحو فخذ على (أفخاذ) فيهما، وجاء على (نمور) و(نمر).
ونحو عجز على (أعجاز)، وجاء (سباع)، وليس (رجلة) بتكسير.
ونحو عنب على (أعناب) فيهما، وجاء (أضلع) و(ضلوع).
ونحو إبل على (آبال) فيهما.
ونحو صرد على (صردان) فيهما، وجاء (أرطاب) و(رباع).
ونحو عنق على (أعناق) فيهما.
وامتنعوا من (أفعل) في المعتلّ العين، و(أقوس) و(أثوب) و(أعين) و(أنيب) شادّ.
وامتنعوا من (فعال) في الياء دون الواو، ك (فعول) في الواو دون الياء، و(فووج) و(سووق) شادّ.
المؤنّث: نحو قصعة على (قصاع)، و(بدور)، و(بدر)، و(نوب).
ونحو لقحة على (لقح) غالبا، وجاء على (لقاح) و(أنعم).
ونحو برقة على (برق) غالبا، وجاء على (حجوز) و(برام).
ونحو رقبة على (رقاب)، وجاء على (أينق) و(تير) (١) و(بدن).
ونحو معدة على (معد).
ونحو تخمة على (تخم).
وإذا صحّح باب تمرة قيل: (تمرات) بالفتح، والإسكان ضرورة، والمعتلّ العين ساكن، وهذيل تسوّي، وباب كسرة على (كسرات) بالفتح والكسر، والمعتلّ العين والمعتلّ اللاّم بالواو، يسكن ويفتح، ونحو حجرة على (حجرات) بالضّمّ والفتح، والمعتلّ العين والمعتلّ اللاّم بالياء يسكن ويفتح، وقد يسكن في تميم في (حجرات) و(كسرات)، والمضاعف ساكن في الجميع، وأما الصّفات فبالإسكان، وقالوا: (لجبات)
_________
(١) في مختار الصحاح: "فعل ذلك تارة بعد تارة، أي مرّة بعد مرّة، والجمع تارات وتير. "
1 / 73
و(ربعات) للمح اسميّة أصليّة، وحكم نحو (أرض) و(أهل) و(عرس) و(عير) كذلك، وباب سنة جاء فيه (سنون) و(قلون) و(ثبون) و(قلون) و(سنوات) و(عضوات) و(ثبات) و(هنات)، وجاء (آم) (١) ك (آكم).
الصّفة: نحو صعب على (صعاب) غالبا، وباب شيخ على (أشياخ)، وجاء (ضيفان) و(وغدان) و(كهول) و(رطلة) و(شيخة) و(ورد) (٢) و(سحل) و(سمحاء).
ونحو جلف على (أجلاف) كثيرا، و(أجلف) نادر.
ونحو حرّ على (أحرار).
ونحو بطل على (أبطال) و(حسان) و(إخوان) و(ذكران) و(نصف).
ونحو نكد على (أنكاد) و(وجاع) و(خشن)، وجاء (وجاعى) و(حباطى) و(حذارى).
ونحو يقظ على (أيقاظ)، وبابه التّصحيح.
ونحو جنب على (أجناب).
والجميع يجمع جمع السّلامة للعقلاء الذّكور، وأمّا مؤنّثه فبالألف والتّاء لا غير، نحو: (عبلات) و(حذرات) و(يقظات)، إلاّ نحو عبلة فإنّه جاء على (عبال) و(كماش)، وقالوا: (علج) في جمع علجة.
ما زيادته مدّة ثالثة:
الاسم: نحو زمان على (أزمنة) غالبا، وجاء (قذل) و(غزلان) و(عنوق).
ونحو حمار على (أحمرة) و(حمر) غالبا، وجاء (صيران) و(شمائل).
ونحو غراب على (أغربة)، وجاء (قرد) و(غربان) و(زقّان)، و(غلمة) قليل، و(ذبّ) نادر.
وجاء في مؤنّث الثّلاثة (أعنق) و(أذرع) و(أعقب) غالبا، و(أمكن) شاذّ.
ونحو رغيف على (أرغفة) و(رغف) و(رغفان) غالبا، وجاء (أنصباء) و(فصال) و(أفائل)، و(ظلمان) (٣) قليل، وربّما جاء مضاعفه على (سرر).
_________
(١) آم: جمع (أمة)، ضد الحرّة.
(٢) يقال للأسد: (ورد) وللفرس (ورد)، وهو الذي بين الكميت والأشقر، والأنثى (وردة)، والجمع (ورد).
(٣) أفائل: جمع (أفيل)، وهو من الإبل ابن المخاض فما فوقه، قال الشاعر: أخذوا المخاض من الفصيل غلبة* ظلما ويكتب للأمير أفيلا، ظلمان: جمع (ظليم)، وهو الذكر من النعام.
1 / 74
ونحو عمود على (أعمدة) و(عمد)، وجاء (قعدان) و(أفلاء) و(ذنائب) (١).
الصّفة: نحو جبان على (جبناء) و(صنع) و(جياد).
ونحو كناز على (كنز) و(هجان)
ونحو شجاع على (شجعاء) و(شجعان) و(شجعان).
ونحو كريم على (كرماء) و(كرام) و(نذر) و(ثنيان) و(خصيان) و(أشراف) و(أصدقاء) و(أشحّة) و(ظروف).
ونحو صبور على (صبر) غالبا، وعلى (ودداء) و(أعداء).
وفعيل بمعنى مفعول بابه فعلى، ك (جرحى) و(أسرى) و(قتلى)، وجاء (أسارى)، وشذّ (قتلاء) و(أسراء)، ولا يجمع جمع التّصحيح، فلا يقال: (جريحون) ولا (جريحات)؛ ليتميّز عن فعيل الأصل، ونحو (مرضى) محمول على (جرحى)، وإذا حملوا عليه نحو (هلكى) و(موتى) و(جربى) فهذا أجدر، كما حملوا (أيامى) و(يتامى) على (وجاعى) و(حباطى).
المؤنّث: نحو صبيحة على (صبائح) و(صباح)، وجاء (خلفاء)، وجعله جمع خليف أولى؛ حملا على الأكثر.
ونحو عجوز على (عجائز).
فاعل الاسم: نحو كاهل على (كواهل)، وجاء (حجران) و(جنّان).
المؤنّث: نحو كاثبة على (كواثب)، وقد نزّلوا فاعلاء منزلته فقالوا: (قواصع) و(نوافق) و(دوامّ) و(سواب).
الصّفة: نحو جاهل على (جهّل) و(جهّال) غالبا، و(فسقة) كثيرا، وعلى (قضاة) في المعتلّ اللاّم، وعلى (بزل) و(شعراء) و(صحبان) و(تجار) و(قعود)، وأمّا (فوارس) فشادّ.
المؤنّث: نحو نائمة على (نوائم) و(نوّم)، وكذلك (حوائض) و(حيّض).
المؤنّث بالألف: نحو أنثى على (إناث)، ونحو صحراء على (صحارى).
_________
(١) قعدان: جمع (قعود)، وهو-من الإبل-البكر حين يركب، أي يمكن ظهره من الرّكوب، وأقلّه سنتان إلى أن يثني فإذا أثنى سمّي جملا، وأفلاء جمع (فلوّ)، وهو المهر، والذنائب: جمع (ذنوب)، وهي الدلو مملوءة ماء.
1 / 75
والصّفة: نحو عطشى على (عطاش)، ونحو حرمى على (حرامى).
ونحو بطحاء على (بطاح)، ونحو عشراء على (عشار)، وفعلى أفعل نحو الصّغرى على (الصّغر).
وبالألف خامسة نحو حبارى على (حباريات).
أفعل الاسم كيف تصرّف، نحو أجدل وإصبع وأحوص، على (أجادل) و(أصابع) و(أحاوص)، وقولهم: (حوص) للمح الوصفيّة.
وأفعل الصّفة نحو أحمر على (حمران)، ولا يقال: (أحمرون)؛ لتميّزه عن أفعل التّفضيل، ولا (حمراوات)؛ لأنّه فرعه، وجاء (الخضراوات) لغلبته اسما، ونحو الأفضل على (الأفاضل) و(الأفضلين).
والاسم نحو شيطان وسرحان وسلطان على (شياطين) و(سراحين) و(سلاطين)، وجاء (سراح).
والصّفة نحو غضبان على (غضاب) و(سكارى)، وقد ضمّت أربعة: (كسالى) و(سكارى) و(عجالى) و(غيارى).
فيعل نحو ميّت على (أموات) و(جياد) و(أبيناء).
ونحو (شرّابون) و(حسّانون) و(فسّيقون) و(مضروبون) و(مكرمون) و(مكرمون) استغني فيها بالتّصحيح.
وجاء (عواوير) و(ملاعين) و(ميامين) و(مشائيم) و(مياسير) و(مفاطير) و(مناكير) و(مطافل) و(مشادن).
والرّباعي نحو جعفر وغيره على (جعافر) قياسا، ونحو قرطاس على (قراطيس)، وما كان على زنته ملحقا أو غير ملحق بمدّة أو بغير مدّة يجرى مجراه، نحو: كوكب، وجدول، وعثير (١)، وتنضب، ومدعس، وقرواح، وقرطاط (٢)، ومصباح، ونحو (جواربة) و(أشاعثة) في الأعجميّ والمنسوب.
وتكسير الخماسي مستكره كتصغيره بحذف خامسه.
_________
(١) العثير: العجاج-الغبار-الساطع.
(٢) القرواح: الفضاء من الأرض التي ليس بها شجر ولم يختلط بها شيء، القرطاط: العجب، وقيل: الداهية.
1 / 76
ونحو تمر وحنظل وبطّيخ ممّا يميّز واحده بالتّاء ليس بجمع على الأصحّ، وهو غالب في غير المصنوع، ونحو (سفين) و(لبن) و(قلنس) ليس بقياس، و(كمأة) وكمء و(جبأة) وجبء، عكس تمرة و(تمر).
ونحو ركب، وحلق، وجامل، وسراة، وفرهة، وغزيّ، وتؤام، ليس بجمع على الأصحّ.
ونحو (أراهط) و(أباطيل) و(أحاديث) و(أعاريض) و(أقاطيع) و(أهال) و(ليال) و(حمير) و(أمكن) على غير الواحد منها.
وقد يجمع الجمع، نحو (أكالب) و(أناعيم) و(جمائل) و(جمالات) و(كلابات) و(بيوتات) و(حمرات) و(جزرات).
التقاء السّاكنين
يغتفر في الوقف مطلقا، وفي المدغم قبله لين في كلمة، نحو: (خويصّة)، و(الضّالّين)، و(تمودّ الثّوب)، وفي نحو: (ميم) و(عين) ممّا بني لعدم التّركيب وقفا ووصلا، وفي نحو: (آلحسن عندك؟)، و(آيمن الله يمينك)؛ للإلباس، و(حلقتا البطان) شادّ.
فإن كان غير ذلك وأوّلهما مدّة حذفت نحو: (خف) و(قل) و(بع) و(تخشين) و(اغزوا) و(ارمي) و(اغزنّ) و(ارمنّ) و(يخشى القوم) و(يغزو الجيش) و(يرمي الغرض).
والحركة في نحو: (خف الله)، و(اخشوا الله)، و(اخشي الله)، و(اخشونّ) و(اخشينّ) غير معتدّ بها، بخلاف نحو (خافا) و(خافنّ).
فإن لم يكن مدّة حرّك، نحو: (اذهب اذهب)، و(لم أبله)، و﴿الم (١) اللهُ﴾ (١) و(اخشوا الله)، و(اخشي الله)، ومن ثمّ قيل: (اخشونّ) و(اخشينّ)؛ لأنّه كالمنفصل، إلاّ في نحو (انطلق)، و(لم يلده)، وفي (ردّ)، و(لم يردّ) في تميم، ممّا فرّ من تحريكه للتّخفيف فحرّك الثّاني، وقراءة حفص ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ (٢) ليست منه على الأصحّ.
_________
(١) آل عمران/١،٢.
(٢) النور/٥٢.
1 / 77
والأصل الكسر، فإن خولف فلعارض، كوجوب الضّمّ في ميم الجمع و(مذ)، وكاختيار الفتح في ﴿الم (١) اللهُ﴾ (١)، وكجواز الضّمّ إذا كان بعد الثّاني منهما ضمّة أصليّة في كلمته، نحو ﴿وَقالَتِ اُخْرُجْ﴾ (٢) و(قالت اغزي)، بخلاف ﴿إِنِ اِمْرُؤٌ﴾ (٣) و(قالت ارموا) و﴿إِنِ الْحُكْمُ﴾ (٤)، واختياره في نحو (اخشوا القوم) عكس ﴿لَوِ اِسْتَطَعْنا﴾ (٥)، وكجواز الضّمّ والفتح في نحو (ردّ) و(لم يردّ)، بخلاف (ردّ القوم) على الأكثر، وكوجوب الفتح في نحو (ردّها)، والضّمّ في نحو (ردّه) على الأفصح، والكسر لغيّة، وغلط ثعلب في جواز الفتح؛ لكونه ضعيفا، والفتح في نون (من) مع اللاّم نحو: (من الرّجل)، والكسر ضعيف، عكس (من ابنك)، و(عن) على الأصل، و(عن الرّجل) بالضّمّ ضعيف.
وجاء في المغتفر (النّقر)، و(من النّقر)، و(اضربه)، و(دأبّة)، و(شأبّة) و(جأنّ)، بخلاف نحو ﴿تَأْمُرُونِّي﴾ (٦).
الابتداء
لا يبتدأ إلاّ بمتحرّك، كما لا يوقف إلاّ على ساكن، فإن كان الأوّل ساكنا-وذلك في عشرة أسماء محفوظة، وهي (ابن) و(ابنة) و(ابنم) و(اسم) و(است) و(اثنان) و(اثنتان) و(امرؤ) و(امرأة) و(ايمن الله)، وفي كلّ مصدر بعد ألف فعله الماضي أربعة فصاعدا، ك (الاقتدار) و(الاستخراج)، وفي أفعال تلك المصادر من ماض أو أمر، وفي صيغة أمر الثّلاثيّ، وفي لام التّعريف وفي ميمه-ألحق في الابتداء خاصّة همزة وصل مكسورة، إلاّ فيما بعد ساكنه ضمّة أصليّة فإنّها تضمّ، نحو (اقتل)، (اعز)، (اعزي)، بخلاف (ارموا)، وإلاّ في لام التّعريف و(ايمن الله) فإنّها تفتح.
_________
(١) آل عمران/١،٢.
(٢) يوسف/٣١.
(٣) النساء/١٧٦.
(٤) الأنعام/٥٧، ويوسف/٤٠،٦٧.
(٥) التوبة/٤٢.
(٦) الزمر/٦٤.
1 / 78