(ورق 17 ب). وروى مثل هذا عن الشيخ ابي بكر بن طاهر الحافظ «1» انه كان مصاحبا للشيخ روزبهان البقلي «2» رحمة الله عليه يقرآن القرآن في الأسحار عشرا عشرا قال فلما توفي الشيخ ضاقت علي الدنيا فقمت آخر الليل فصليت ثم جلست على رأس تربته وابتدأت من موضع الدرس وغلبني بكاء شديد لمفارقته عنا وانفرادى فلما اتممت العشر من السورة سمعت صوت الشيخ من القبر يقرأ العشر الآخر ثم سكت فقرأت العشر الذى يليه ثم سكت فقرأ العشر الآخر الى ان اجتمع الأصحاب فانقطع الصوت ثم اتيت في الليلة الثانية فكان الحال كذلك حتى مضى عليه برهة من الدهر وكان ذلك سرا بيني وبين الشيخ ثم اخبرت بعض احبابى عن هذه الحالة فما سمعت الصوت بعد ذلك. قال المؤلف ومن اعجب ما وقع في عهدنا ان عبد الله الكلالي في محلتنا كان رجلا شابا جلدا قويا يحفر القبور (ورق 18) فنبش يوما عن قبر قديم ليدفن فيه ميتا آخر فلما وصل الى الأحجار واراد ان يرفعها سمع صوتا ذاهيبة يقول له ماذا تريد ان تصنع يا هذا فداخله خوف شديد ومات عن ساعته فأخرج ميتا. فهذه حكايات صحيحة عن الثقات لا ينبغي ان ينكر عليها فانها من كرامات الأولياء. قال العلماء ورؤية الموتى وسماع اصواتهم في اليقظة نوع من الكشف يظهر الله تعالى به «3» حال الرائى او المرئي لتبشير او انذار او لمصلحة من الميت من ايصال خير اليه او قضاء دين عليه «4». روى صاحب الفردوس الأعلى «1» 7 وهو شيرويه بن شهردار الديلمي «2» في كتاب التجلى في المنامات باسناده عن ابي هانئ الكيسانى بينما ثلاثة يسيرون في ارض الروم اذ مروا بعظام في واد فسمعوا صوتا عند العظام يقول انشدكم الله في ديني مرتين فقالوا له من انت قال انا من الشهداء وقد حبست عن اصحابي بدين (ورق 18 ب) لامرأتى وهو خمسة عشر دينارا فقالوا له وما يدرينا ما اسمك واين منزلك وامرأتك فقال لهم ليضرب احدكم بيده الى الأرض فضرب احدهم بيده الى الأرض فاذا كفه منقوش باسمه واسم ابيه وقريته بكتابة لا تمتحي قال فضمنوا له دينه ثم مضوا فلما جاؤا منزله قال بعضهم لبعض يا قوم ان الرجل قد ضمنتم له دينه فمالوا الى امرأته فقالوا لها اكان لك على زوجك دين فقالت نعم كانت لى عليه خمسة عشر دينارا بقية من مهرى فقالوا لها ان رأيت ان تهبي له فقالت ما كنت لأفعل ذلك قالوا فيعطيك كل انسان منا دينارا قالت لا قالوا فدينارين قالت لا قالوا فثلاثة قالت لا فقال بعضهم يا قوم انكم ضمنتم للرجل ان تقضوا دينه ففوا له بضمانكم فأخرج كل منهم خمسة دنانير فاعطوها فلما فارقوها امتحى الكتابة من يد الرجل ثم رآه صاحب الكتابة في منامه وهو يقول جزاكم الله خيرا فقد بلغنى ما صنعتم (ورق 19). وروى ايضا في ذلك الكتاب باسناده عن شيبان بن جسر «1» قال خرج ابي وعبد الواحد بن زيد «2» يريدان الغزو فهجموا على ركية واسعة عميقة فأدلو احبالهم بقدر فاذا القدر قد وقعت في الركية قال فقرنوا حبال الرفقة بعضها الى بعض ثم دخل احدهم الركى فاذا هو بهمهمة في الركى فاذا برجل جالس على الواح وتحته الماء فقال اجني ام انسي قال بل انسي قال من انت قال انا رجل من اهل انطاكية واني مت فحبسني ربي ههنا بدين علي وان ولدى «3» بأنطاكية ما يذكروننى ولا يقضون عني فخرج الرجل وقال لصاحبه غزوة بعد غزوة فدع اصحابنا يذهبون فسارا الى انطاكية فسألا عن الرجل وعن بنيه «4» فقالوا نعم والله انه لأبونا وقد بعنا ضيعة لنا فأتيا معنا نقضي عنه دينه فذهبوا حتى قضوا عنه الدين ثم رجعا من انطاكية حتى اتيا موضع الركية ولا يشكان انها ثم فلم يكن ركية ولا اثر فامسيا هنالك فأتاهما الرجل فى منامهما وقال (ورق 19 ب) جزاكما الله عني خيرا ان ربي حولني الى الجنة حيث قضي عني ديني. وروى الفقيه ابو الليث السمرقندى في تنبيه الغافلين «5» من مصنفاته باسناده عن يحيى بن سليم قال كان «1» عندنا بمكة رجل من اهل خراسان وكان رجلا صالحا وكان الناس يودعونه اماناتهم وودائعهم فجاء رجل واودعه عشرة آلاف دينار وخرج الرجل في حاجته ثم قدم مكة وقدمات الخراساني فسأل اهله وولده عن ماله فقالوا ما لنا علم بذلك فقال الرجل لفقهاء مكة وكانوا يومئذ مجتمعين متوافرين هذه حالي فما تأمرونني قالوا نحن نرجو ان يكون الخراسانى من اهل الجنة فاذا مضى من الليل ثلثه او نصفه فأت زمزم فاطلع فيها وناد يا فلان بن فلان انا صاحب الوديعة ففعل ذلك ثلاث ليال فلم يجبه احد فأتاهم فأخبرهم فقالوا انا لله وانا اليه راجعون نحن نخشى ان يكون صاحبك من اهل النار فأت اليمن فان بها واديا يقال له برهوت (ورق 20) فيه بئر فاطلع في البئر اذا مضى ثلث الليل او نصفه فناد فيها يا فلان بن فلان انا صاحب الوديعة فعل فأجابه في اول صوت فقال ويحك بم انزلت ههنا «2» وقد كنت صاحب خير قال كان لي اهل بيت بخراسان فقطعتهم حتى مت فآخذني «3» الله بذلك وانزلني هذا المنزل فاما مالك فهو على حاله وانى لم آتمن ولدى على مالك فدفنته فى بيت كذا وكذا «4» فقل لولدى يدخلك «5» دارى ثم صر الى البيت فاحفر فانك ستجد مالك؛ فرجع فوجد ماله علي حاله فأخذ [ه] وروى البخارى «6» رحمه الله تعليقا قال لما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته قبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعت صائحا يقول الاهل وجدوا ما فقدوا فأجابه آخر بل يئسوا فانقلبوا «1».
وروى عن مالك بن دينار انه كان ينشد لنفسه «2»، شعر:
ألا حي القبور ومن بهنه ... وجوه فى التراب احبهنه
فلو ان القبور اجببن حيا ... اذا لأجبننى اذ زرتهنه (ورق 20 ب)
ولكن القبور صمتن عنى ... فأبت بحسرة من عند هنه
وروى ان عليا رضى الله عنه زار قبر فاطمة فبكى ثم انشد «3» شعر:
पृष्ठ 28