سافر «7» الحجاز والعراق وكتب الحديث والفقه وجمع فنون العلم والآداب والزهد ومعانى القرآن وعلم التفسير وعلم الصوفية «8» وعلم الطب وروى وصنف في علم القراءة للقراء السبعة وتفقه لداود «9» ولما ولي بشر بن الحسين «10» القضاء وفرت الروادية «1» ترك مذهب داود وتفقه للشافعى، تأدب بابيه ابي العباس احمد واخذ عنه فنون العلم وكان ابو العباس احمد شيرازى الأصل قد سافر وكتب وتأدب ولقى سادة الناس وكان عارفا بالفقه والنحو والطب انفق ماله على الصوفية واستدان ديونا كثيرة (ورق 53 ب) فرغب اليه احد من الأغنياء ان يتعلم منه الأدب فداخله طمع في قضاء ديونه وكان ذلك الرجل يرمى بالرفض فهجره الصوفية لذلك ولاموه فخرج استحياء الى الأهواز وتوفي بها، ثم ان الشيخ ابا عبد الله الحسين تأدب بالشيخ الكبير ابى عبد الله، قال الديلمى «1» في مشيخته ما رأيت فى سفرى ولا حضرى اكمل ادبا من ابي عبد الله الحسين فى الخلأ ولا فى الملأ وسمعت ابا حيان «2» يقول حضرت مع ابي عبد الله الحسين بجامع الأهواز فسأله ابو احمد الجصاص «3» مسئلة فى البر فتكلم بنحو عشرين ورقة فتحيرت وما علمت ان احدا يتكلم فى البر بمثله كثرة وجودة، وكان يتكلم على الناس في حياة الشيخ ويجلس ليالى لا ينعس ولا يتثاءب «1» ولا يعلم بالصبح حتى يقال له الصلوة يرحمك الله، قال الديلمى جرى بينه وبين بعض شيوخ شيراز شئ فغضب الرجل وواجهه بكلام خشن فقال الشيخ الم تر الى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا فسكت الرجل، (ورق 54) وقيل ان بعض الولاة مرض فدعا له الشيخ فشفى ببركة دعائه فلقيه الشيخ الكبير فقال له متى صرت بيطارا فاشتهر به، وكان سبب مرضه انه سمع قوالا ينشد بيتا فى جمع من الفقراء فتواجد وكان عقيب مرض فنكس فى العلة وتوفى منها ليلة السابع والعشرين من رمضان سنة ثلاث «2» وستين وثلثمائة ودفن في خانقاهه المشهور به، وروى الثقات ان من زار قبره ثلاثة سبوت متوالية في كل اسبوع ثم ثلاثه سبوت متفرقة قضيت حاجته قالوا وجرب ذلك مرارا فكان كذلك رحمة الله عليهم.
47 - الشيخ زين الدين ابو سعد صالح بن مؤيد الكازرونى «3» [البيطار]
पृष्ठ 105