316

امام الائمة وقدوة الأمة بحر لا يرى سواحله «3» وحبر لا يروى من يساجله فمناقبه لا تعد وفضائله لا تحصى ومآثره المرضية ومساعيه المشكورة اربت على اعداد الحصى قد استغرق عمره بالدرس والفتوى ليلا ونهارا واحكم امره بالزهد والتقوى سرا وجهارا ولم يزل عظيم القدر رفيع الهمة «4» نقى الجيب عن الأدناس حتى ولى شرعيات فارس كلها فعدل بين المسلمين وعمت بركاته سائر بلاد المؤمنين وتأسى بسير السلف فى ترك الزينة والتكلف لم يحتشد الجنود اذا ركب ولم يعقد البنود اذا غضب (ورق 168 ب) قيل اقتنع «1» بدراعة وعمامة مدة خمسين سنة لا يجاوزها ويقول لولا تعظيم الشرع وتزيين الأمر فى نظر العوام ما لبستهما، وكانت معيشته تأتيه من سيراف من ملكه «2» الحلال لا يأكل من بيت المال ولا يتصرف فى الأوقاف على كل حال، تلمذه «3» اساتذة العلماء وافتخر به نحارير الفضلاء ففاق العلماء الأعلام وفضلاء الأسلام تقوى وورعا ونزاهة وادبا وعلوما «4» فشب للعلم خادما وللعلى «5» مخدوما، وكان مما يتمثل به كثيرا «6»:

ولم ابتذل في خدمة العلم مهجتى ... لأخدم من لا قيت لكن لأخدما

وما كل برق لاح لي يستفزنى ... ولا كل من في الأرض ارضاه منعما

فاضت نفسه القدسية فى رمضان سنة ست وستين وستمائة «7» ودفن بحظيرته المباركة رحمة الله عليهم.

पृष्ठ 421