281

العالم البارع المتورع كان جامعا لأقسام العلوم يدرس كل فن من المنقولات والمعقولات، تأدب اولا بمولانا نجم الدين الفقيه «2» ثم بمولانا عضد الدين عبد الرحمن الأيجى «1» ومولانا نصير الدين الحلى «2» حين قدم شيراز فنزل فى المدرسة العضدية «3» وسافر الى تبريز ولازم مولانا فخر الدين الجاربردى «4» ومولانا شرف الدين الطيبى «5» وسمعت ان اباه كان من امناء التجار اولي «6» الأموال الكثيرة وكانت امه كذلك ذات ثروة ومكنة فصرفها «7» كلها على طلب العلم وانتساخ الكتب وتهيئة اسباب الدرس والأملاء حتى بلغ منتهى همته وقصوى امنيته وكان يدرس فى المدرسة الحسن كيائية «8» وكذا فى القوامية بخلجان «9» (ورق 155) حتى اجتمع بها افاضل الطلبة لم يشتغل قط بتكلف وزينة ولم ينحرف عن جادة السنة المبينة لا يجيز احدا يعينه في امر وضوئه وصلوته بل ينزح الماء بنفسه للوضوء وكثيرا ما يخرج بنفسه لشئ يحتاج الى بيعه وشراه خاشعا خاضعا متواضعا برا كريما باذلا رحيما مواظبا على درس كتاب الله تعالى لم يخل ساعات ليله ونهاره عن كتابة او قراءة او صلوة او تحرير حاشية او حل اشكال، وله مصنفات في كل فن وشروح وتعليقات كثيرة ما نقلها الى البياض فتفرقت اجزاء مسوداتها بعده اذ لم يكن فى قومه رجل يعرف قدرها، ومما حفظت من لفظه:

هى الأراكة والبيداء والطلل ... مخبرات بأن القوم قد رحلوا

ساروا وقد بعدت عنا منازلهم ... ولم يطب بعدهم سهل ولا جبل

فبينما نحن في لهو وفي طرب ... بدا سحاب فراق صوبه هطل

فالدمع منهمل والقلب مشتعل ... والوجد متصل والصبر مرتجل

توفى فى سنة ... وسبعين وسبعمائة «1» ودفن بجوار الشيخ رستم «2» رحمة الله عليهم (ورق 155 ب).

261 - الشيخ ابو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بباكويه «3» 38

पृष्ठ 380