शायर ग़ज़ल उमर इब्न अबी रबीअ

अब्बास महमूद अल-अक्काद d. 1383 AH
17

शायर ग़ज़ल उमर इब्न अबी रबीअ

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

शैलियों

وسألت رجلا عاقلا منهم أديبا، فقلت له: بلغني عنكم شيء أنكرته ولا أعرف صحته!

فبدرني وقال: لعلك تعني السمر؟

قلت: ما أردت غيره!

فقال: الذي بلغك من ذلك صحيح، وبالله أقسم إنه لقبيح، ولكن عليه نشأنا وله قد ألفنا، ولو استطعنا أن نزيله لأزلناه، ولو قدرنا لغيرناه. ولكن لا سبيل إلى ذلك مع ممر السنين عليه واستمرار العادة.» •••

والملحوظ من كل ما قدمناه أن خفض العيش وقلة الحاجة إلى نخوة القتال لهما اتصال بما شوهد من سهولة الغزل بين القبائل العربية، ولهذا كان أكثره إلى سلالات اليمن التي عرفت منذ القدم باسم «العربية السعيدة» لخفض عيشها ورقة أخلاقها، أو كما قيل: إنها «تلك اليمانية الضعيفة قلوبها».

وعندنا أن أهل البادية أقرب إلى الغزل - متى ارتفع وازع الصولة أو ارتفعت سطوة الدين - من أهل الحاضرة، خلافا لما يبدر إلى الظن أول وهلة؛ لأن أهل البادية أقرب إلى غرائز الأحياء الفطرية فيما يعالجونه من أنفسهم ومن سياسة المخلوقات الحية التي يرعونها ويعيشون عليها، ولأنهم كذلك أوفر نصيبا من الفراغ، وأدنى إلى اللقاء، وأقل من أهل المدن الكبيرة أندية وملاعب للرياضة العامة يقضون فيها سويعات البطالة والراحة، فإذا تيسر الرزق ولانت الشكائم وذهبت الغرائز في مداها كان اللهو ديدنا لا فكاك منه لمن فرغوا له واستطاعوه، ولم يجدوا مصرفا عنه إلى غيره، وحسبوه ظرفا وملاحة لا يليقان بغير أهله.

وقد نشأ شاعرنا - عمر بن أبي ربيعة - في حواضر الحجاز، تلك الحواضر التي كانت لعهده وسطا بين البادية والمدينة العامرة.

فلم تكن خياما ولا بيوتا من الشعر منقطعة عن العمار، ولكنها لم تكن كذلك صروحا ولا عواصم مستقلة بنفسها على مثال دمشق ومصر والقسطنطينية.

إنما كانت على الحقيقة مثابة الحجاج والقوافل ومنازل يأوي إليها المغتربون إلى حين، ويسكنها أهلها لضيافة من يقصدها من غير أهلها في موسم الحج أو مواسم التجارة والارتياد، فهي كالمحلة الصحراوية التي لا تشبه الصحراء، ولا تبلغ مبلغ العاصمة من استبحار العمار.

وكانت وسطا بين غرام البادية كما نعرفها في الأعراب وبين ذلك الاسترخاء الذي أنبأنا به أبو الفرج في الأغاني وياقوت في معجم البلدان.

अज्ञात पृष्ठ