Sermons of the Companions by Omar Al-Muqbel
مواعظ الصحابة لعمر المقبل
प्रकाशक
مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٥ هـ
प्रकाशक स्थान
الرياض - المملكة العربية السعودية
शैलियों
وانتصارهم على الكفار، وعلوِّ كلمة الله ﷿ فإنَّما هو ببركة ما فعله الصحابة ﵃ الذين بلَّغوا الدِّين، وجاهدوا في سبيل الله، وكلُّ مؤمنٍ آمن بالله فللصحابة ﵃ عليه فضلٌ إلى يوم القيامة» (١). وقد قال تعالى - في فضلهم ومآلهم-: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:١٠٠]. وقال تعالى في مدحهم - ومن أصدق من الله قيلًا وحديثًا؟! -: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ [الفتح: ٢٩]. وبعد هذا الثناء السماويِّ، تأتي التزكية من أصدق الخلق كلامًا، وأفصحهم بيانًا ﷺ في أحاديث كثيرةٍ، جمعها بعض العلماء في مجلداتٍ كبارٍ ... فماذا عسى الإنسان أن يقول في هذا المقام؟!
لقد زكَّاهم - بأبي هو وأمِّي - بقوله: (خير الناس قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم) (٢). وزكَّاهم ﷺ فقال: (النُّجوم أمنةٌ للسَّماء، فإذا ذهبت النُّجوم أتى السَّماء ما توعد، وأنا أمنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمَّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمَّتي ما يوعدون) (٣).
ونهى عن التعرُّض لهم، فقال ﷺ: (لا تسبُّوا أصحابي، لا تسبُّوا أصحابي؛ فو الَّذي نفسي بيده، لو أنَّ أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبًا، ما أدرك
_________
(١) منهاج السُّنَّة (٦/ ٣٧٦).
(٢) البخاري ح (٢٦٥٢)، مسلم ح (٢٥٣٣).
(٣) صحيح مسلم ح (٢٥٣١).
1 / 16